تحولت الكرة الخليجية إلى قبلة يقصدها ركائز المنتخب الوطني لكرة القدم، حيث بعد أن اقتصر التمثيل على نذير بلحاج الذي اختار الموسم ما قبل الماضي السد القطري، وعبد المالك زياية الذي انضم إلى اتحاد جدة السعودي، جاء الدور على مراد مغني الذي التحق بفريق أم صلال القطري، وعنتر يحي الذي عزز صفوف النصر السعودي، في انتظار توقيع كريم زياني بالجيش القطري، واحتمال تنقل كل من مجيد بوفرة وحسان يبدة، باعتبار أن العديد من الأندية هناك أبدت رغبتها في الاستفادة من خدماتهما. وضعت ركائز المنتخب الوطني حدا للإشاعات التي غذتها الصحافة في نهاية هذا الموسم، فبعد أن كنا نسمع بفرق أوروبية عريقة من أمثال ليفربول، توتنهام.. أرادت فلان وعلان، عكس قائد المنتخب الوطني المدافع المحوري عنتر يحي كل التكهنات وأمضى لموسمين لفائدة النصر السعودي، ليأتي بعده صانع ألعاب لازيو روما الإيطالي سابقا مراد مغني لينضم بدوره إلى نادي أم صلال القطري، في انتظار انضمام كريم زياني الذي أخذ النصيب الأكبر في صفحات الجرائد في نهاية هذا الموسم، فمرة سمعنا أنه في مفاوضات مع أندية فرنسية من أمثال سانت إيتينان، بوردو، باريس سانت جرمان ومرة أخرى تردد أن فريقه الأصلي فولسبورغ الألماني بدا متمسكا به، غير أنه في الأخير يجري حاليا فحوصات طبية في نادي الجيش القطري، على أمل الانضمام إليه، شأنه شأن لاعب وسط الميدان حسان يبدة الذي انتهى مسلسله الدرامي الذي تم تصويره ما بين بنفيكا البرتغالي ونابولي الإيطالي مرورا ببعض المدن الفرنسية، حيث علمنا أن مناجيره في اتصالات مع نادي اتحاد جدة، الذي يكون حسب الزميلة ''الخبر الرياضي'' اقترح عليه مبلغ 8,1 مليون أورو من أجل الإستفادة من خدماته، وهو نفس المصير الذي قد يعرفه المدافع المحوري للمنتخب، وغلاسكو رانجرس الأسكتلندي، مجيد بوفرة الذي قد يمضي لنادي قطري ستعرف هويته في الساعات القليلة القادمة. وإذا كان المبرر المشترك بين كل هؤلاء الذين اختاروا قطر والسعودية، هو أن شروطهم المالية باهظة، والأندية الخليجية هي الوحيدة التي بامكانها تلبيتها، فإن الأكيد أن هذا الإختيار نابع من تيقن العديد منهم أن مشوارهم الكروي يوشك على النهاية، وأن معظمهم أصبح لا يحظى بسمعة في الوسط الكروي الأوروبي، بدليل أنه في كل مرة نقرأ على صفحات المواقع الرسمية للأندية الأروبية تكذيبات بشأن نيتهم في الإستفادة من لاعبينا. الوجهة الخليجية حتى وإن كانت مربحة ماليا بالنسبة لهؤلاء اللاعبين، إلا أنه بالمقابل ستفقدهم لا محالة مكانتهم في المنتخب الوطني، وهوما أكده عضو فعال في الوسط الكروي الجزائري الذي قال ''على الجميع تحمل المسؤولية، فهؤلاء اللاعبين اختاروا المال، على البقاء في الفورمة الرياضية، وعليه فإنه من المحتمل جدا أن يفقد بعضهم مكانته في المنتخب الوطني مستقبلا''، مضيفا ''الأندية الخليجية تتوفر على جميع الوسائل البيداغوجية الموجودة في أعلى الأندية الأوروبية، غير أن مستوى المنافسة هناك لا يعني شيئا''. ومهما كانت مبررات بلحاج، ومغني، وعنتر يحي وآخرون، فإن الأكيد أن المدرب الجديد للمنتخب الوطني، وحسب مصادر عليمة، بدا غير راضيا على هذا الاختيار، وهوما يعطيه الفرصة لضخ دم جديد في التشكيلة الوطنية مع الإستغناء عن بعض العناصر التي، حتى وإن كان الجميع ممتن لها على المجهودات والخدمات الكبيرة التي قدمتها، إلا أن لكل بداية نهاية والوقت قد حان للاعتزال دوليا.