شهر رمضان شهر كريم، شهر الخيرات والبركات، شهر المنح والهبات، شهر رمضان الّذي أُنْزِل فيه القرآن هدًى للنّاس وبيّنات من الهدى والفرقان، شهر محفوف بالرّحمة والمغفرة والعِتق من النّار. قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}. وقد وردت في فضل شهر رمضان ومضاعفة أجره أحاديث كثيرة. فعن أبي هريرة، رضي الله عنه، قال: كان رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، يُبشر أصحابه بقدوم شهر رمضان فيقول: ''جاءكم شهر رمضان، شهر مبارك، كتب الله عليكم صيامه، فيه تُفتح أبواب الجنة، وتُغلق فيه أبواب الجحيم، وتُغل فيه الشياطين، وفيه ليلة خيرٌ من ألف شهر، من حُرم خيرها فقد حُرم''. وعن أبي هريرة، رضي الله عنه، عن النّبيّ، صلّى الله عليه وسلّم، قال: ''إذا دخل شهر رمضان فُتِحت أبواب السّماء وغُلقَت أبواب جهنّم وسُلسلت الشّياطين''. ولمسلم: ''فُتِحَت أبواب الرّحمة''. وفي الحديث الآخر: ''لو يعلَم النّاس ما في رمضان لتمَنَّت أمّتي أن يكون رمضان السنة كلّها''. وعن عُبادة مرفوعاً: ''أتاكم رمضان شهر بركة، يغشاكم الله فيه، فيُنزل الرّحمة، ويحط الخطايا، ويستجيب فيه الدعاء، ينظر الله إلى تنافسكم فيه، ويُباهي بكم ملائكته، فأروا الله من أنفسكم خيراً، فإنّ الشّقي مَن حُرم فيه رحمة الله''. وفي الصحيحين أيضًا عن النّبيّ، صلّى الله عليه وسلّم، قال: ''إنّ في الجنّة باباً يُقال له الريان يدخل منه الصّائمون لا يدخل منه غيرهم''. وفي رواية: ''فإذا دخلوا أغلق الباب''. وفي رواية ''مَن دخل منه شرب ومَن شرب لم يظمأ أبداً''. وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم: ''الصّلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان مُكفّراتٌ ما بينهنّ إذا اجتنبت الكبائر''. وعنه قال: قال رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم: ''ثلاثة لا تُرد دعوتهم: الصّائم حتّى يُفطر، والإمام العادل، ودعوى المظلوم يرفعها الله فوق الغمام، وتُفتَح لها أبواب السّماء، ويقول: ''وعزّتي وجلالي لأنصرنّك ولو بعد حين'' رواه الترمذي وحسّنه. وعن أبي هريرة، رضي الله عنه، عن رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، قال: ''أعطيت أمّتي خمس خصال في رمضان لم تُعطها أمّة قبلهم، خلوف فم الصّائم أطيبُ عند الله من ريح المسك، وتستغفر لهم الحيتان حتّى يُفطروا، ويزيّن الله عزّ وجلّ كلّ يوم جنّته، ثمّ يقول يُوشَك عبادي الصّالحون أن يُلقوا عنهم المئونة، ويُصَيَّرُوا إِلَيْكِ، وتُصفد فيه مردة الشّياطين فلا يخلصوا فيه إلى ما كانوا يخلصون إليه في غيره، ويُغفر لهم في آخر ليلة''. قيل: يا رسول الله، أهي ليلة القدر؟. قال: ''لا، ولكن العامل إنّما يُوفّى أجره إذا قضى عمله''. وعن أبي هريرة، رضي الله عنه، أنّ النّبيّ، صلّى الله عليه وسلّم، صعد المنبر، فقال: ''آمين، آمين، آمين''. قيل: يا رسول الله، إنّك صعدت المنبر فقلت: آمين، آمين، فقال: ''جبريل عليه السّلام آتاني فقال: مَن أدرك شهر رمضان فلم يُغفَر له، فدخل النّار فأبعده قُل آمين، فقلت: آمين'' الحديث.