يصنّفهم مؤرخو الفرق الإسلامية من الخوارج، ويرى آخرون قربهم للسُنّة إلى جانب الإباضية، واختلفوا في نسبة التّسمية منها أن رئيسهم الأول عبدالله بن صفار. يستخدم بعض مؤلفي ''تاريخ الفرق'' أصحاب الأهواء وهو تعبير المؤلّفين السُنّيين في الغالب لتوجيه القارئ إيديولويجياً وأسْره في مربع التعصب والتكفير، ومن هنا الحاجة لإعادة كتابة موسوعة الفرق والنحل التي ظهرت في تاريخ البلاد الإسلامية، في موضوع الصُّفرية، يهمنا تشكيلها كإمارة في تلمسان والمغرب الأقصى وقوّتها إلى جانب الإمارة الإباضية الرستمية بتيهرت، أي أنّ زناتة البربر الذين ينتشرون بالخصوص في المغرب الأوسط حتّى سمي هذا الوسط من المغرب الكبير ب''مغرب زناتة''. واستطاعوا أن يشكّلوا إمارة اعتمدت مبدأ حرية اختيار الخليفة ومقاومة الظلم واستخدام العقل وحرية التفكير، ومن هنا ارتباط مثل هذه الفرق بالآراء الاعتزالية، إذ تشكّل الهوية التاريخية في المغرب العربي قام على مقاومة ظلم الأمويين الذين أرهقوا السّكان الأصليين بالغرامات والضرائب واستبدوا بمذهبية سُنّية أوّلوها إيديولويجياً من أجل مصالحهم، كما قامت هذه الهوية على وسطية لا ترى التكفير والتفسيق وقتل المخالف ومن هنا اختار البربر الزناتيون الصفرية والإباضية بدل الأزارقة وبقية الفرق الخارجية الأخرى المغالية. وكانت تلمسان عاصمة هذه الإمارة الجديدة بقيادة أي قرّة اليفرني ''من بني يفرن'' الزناتية ودخلت في حرب مع الأمويين في عهد هشام بن عبدالملك، ومن أشهر معاركهم في طبنة بالزاب والقيروان. هذا الميراث طورته الإباضية والسنة في الجزائر عبر اجتهادات ورؤى علينا دراستها وإعادة قراءتها من جديد.