يجهل الكثير من الجزائريين أن المدرب محمد حنكوش الذي سبق أن درب عدة أندية حقق معها الألقاب، كان لاعبا كبيرا وتمكن من الظفر بتجربة احترافية، في وقت أن القوانين كانت تمنع اللاعبين الأقل من 27 عاما من ذلك. يعود بنا محمد بطريقته المرحة، ليسرد مشواره كلاعب محترف. '' بدايتي كانت في الحراش وأنهيت مشواري في بوردو'' يتذكر محمد حنكوش، صاحب ال63 سنة، أنه بعد بدايته الكروية التي كانت في أشبال غالي معسكر وبعد موسم واحد، اضطر للتحول إلى وهران حتى يدرس ويقيم عند شقيقه، حيث لعب لموسمين مع اتحاد وهران، بعد أن اكتشفه الزميل وعميد الصحفيين عجال الهواري، حيث تألق مع عميد الأندية الغربية ومع المنتخبات الوطنية للشبان، ما جعل المدرب بن تيفور الذي كان مدربا لمنتخب الأواسط وفي نفس الوقت مدربا لاتحاد الحراش، ينصحه بتقمص ألوان هذا الأخير، الذي لعب له لثلاث سنوات، قبل أن يعود إلى معسكر بعد إلحاح المسيرين ولعب موسما واحدا ثم تحول إلى بلعباس، قبل أن يحترف في فرنسا العام 1973 ولعب لنادي بوردو إلى غاية 1981 قبل أن يلعب مع نادٍ صغير من الدرجة الرابعة في آخر مشواره. ''الغالية لم تقيّمني وحساني احتضنني في أصعب فترات مشواري'' عاد حنكوش للحديث عن القصة التي حدثت له مع فريقه الأول غالي معسكر، مسقط رأسه، عندما ألح عليه المسيرون العام 1968 بالعودة إلى ''الغالية''، قصد المساهمة في لعب ورقة الصعود إلى القسم الأول، قائلا ''أتذكر أن المسير ملياني ألحّ علي بالعودة للغالية، وطلبت3 ملايين سنتيم مقابل التوقيع آنذاك في الفريق وأديت موسما كبيرا. لكن في العام الموالي رفضوا رفع قيمة المنحة وقرروا خفضها وهو ما رفضته، وأجبروني على الرحيل، واخترت اللعب للجار بلعباس الذي كان يملك فريقا كبيرا ورئيسا يبقى راسخا في ذهني ولن تجده حتى في الفرق الكبيرة، وهو الدكتور حساني الذي أقنعني في 30 ثانية ومنح لي قيمة مالية كبيرة ولعبت لثلاث سنوات مع الاتحاد المحلي، تبقى في ذاكرتي بالنظر إلى النجوم الذين كان يضمهم الفريق في ذلك الوقت. اتحاد بلعباس استقدم لاعبين بمنحتي يتذكر المدرب الحالي لاتحاد عنابة طرائف وبعض المواقف التي حدثت له طيلة مشواره الكروي منها مع غالي معسكر، عندما طلب منه أحد المسيرين أن يتنقل إلى أحد الإطارات في الدولة، الذي كان يعمل في وهران حتى يتفاوض معه على منحة الإمضاء، على أن يطلب منه 5 ملايين سنتيم، حيث خرج من مكتبه وهو سعيد جدا بتلك المنحة التي كانت كبيرة في ذلك الوقت، قبل أن يطلب منه المسيّر ملياني أن يأخذ منها 3ملايين سنتيم فقط، فيما الباقي يناله كل من اللاعبين بلكدروسي ومبارك، '' كنت ضحية سذاجتي''. المدرب زيفنكا منحني 3 آلاف فرنك للعلاج في مارسيليا تذكر ابن معسكر حادثة طريفة وقعت له مع المدرب رويعي الذي كان يشرف على بلعباس، ''أتذكر أننا واجهنا مولودية الجزائر التي كانت تزخر بالنجوم وطلب مني فرض مراقبة لصيقة على باشي زوبير، لكن ردي كان سريعا عندما قلت له إن باشي هو الذي يراقبني لأنني صانع الألعاب وهو مسترجع للكرات''.. كما يتذكر حنكوش ما حدث له في فرنسا، عندما تنقل للعلاج لأنه كان يعاني من الأربطة المقربة، ''مدرب غالي معسكر ماحي نصح الإدارة بأن أعالج عند أحد المدلكين المعروفين في مرسيليا، وتم إرسالي عند أحد معارفهم الذي يشتغل بقنصلية مرسيليا حتى يتكفل بي، لكني لم أجده لأنه كان في عطلة ولم أتمكن من جمع الأموال، قبل أن ألتقي باللاعب السابق والمدرب زيفنكا الذي كان مطلوبا في سطيف الموسم الماضي، حيث تمكنت من التعرف عليه صدفة في أحد شوارع مارسليا، بعد أن تذكر اللقاء الودي بين المنتخب الجزائري ونادي سانتتيان، حيث تكفل بمصاريف علاجي ومنح لي 3 آلاف فرنك فرنسي وأنقذني من ورطة، وبعد سنتين دعوته إلى الجزائر وزار المدينة التي ولد فيها ''تموشنت'' وقضى أياما بقيت راسخة في ذهنه ولا أنسى موقفه تجاهي''. ''لعبت مع جيراس وكنت أحمل القميص رقم ''10 كشف لنا حنكوش أن الرئيس الشرفي لنصر حسين داي العام 1972 ''استغل حضورنا في الألعاب الجامعية التي جرت في تونس بحكم أنه كان دبلوماسيا، حيث عرض علي قيمة مالية مغرية مقابل تقمص ألوان الفريق. ورغم إصراره وتنقله لمعسكر من أجل إقناع الوالد والوالدة، لكن كان من الصعب تبديل بلعباس بالنظر لوجود رجل في قيمة حساني، لهذا رفضت بطريقة لبقة''. كما تحدث حنكوش عن مشواره الاحترافي وكيف تنقل إلى فرنسا واضطر للعب في نادٍ من الدرجة السادسة لمدة عام، حتى يتمكن من اللعب مع بوردو الذي كان يعتبر واحدا من أكبر النوادي الفرنسية، ''وأفتخر بالصداقة مع المدير العام لنادي ليون برنارد لاكومب''، كما أسر أن جيراس لعب معه لكن هو الذي كان يحمل رقم .10 ''زوبا اعتمد على المحترفين فخسرنا بثلاثية ضد المغرب'' وتحدث المدرب السابق لشباب بلوزداد عن مشواره مع المنتخب الجزائري الذي لم يعمّر فيه طويلا، ''فرغم أنني لعبت بجانب نجوم الستينيات وأتذكر أننا في 1968 فزنا على المغرب ب 3 1 بالأداء والنتيجة، لكن في لقاء العودة اضطر المدرب زوبا للاستنجاد بالمحترفين وخسرنا المواجهة بثلاثة أهداف مقابل صفر بسبب المدرب الذي فضل الاعتماد على المحترفين، في وقت كنا نملك منتخبا كبيرا بنجوم كانوا يلعبون في البطولة الوطنية''.