أكد المدير العام لمركز هندسة مقاومة الزلازل أن المخبر الوطني المتخصص في هذا المجال سيدخل الخدمة شهر أكتوبر من العام الجاري، حيث ستكون أبوابه مفتوحة أمام الباحثين في مجال العمران كمرحلة أولى، قبل أن يتم لاحقا ضبط برامج العمل بوسائله. وتعد الطاولة المتحركة التي تستعمل لتجريب المنشآت، الأولى من نوعها في البحر المتوسط. تم الشروع في تجريب الوسائل التي يتوفر عليها مخبر هندسة مقاومة الزلازل الكائن بالعاشور بأعالي العاصمة، شهر مارس الفارط، وارتكزت على تجريب الطاولة المتحركة التي يبلغ كل من الطول والعرض بها 6 أمتار، فيما يساوي هامش حرية حركتها 6 درجات أيضا، حيث تتحرك في كل الاتجاهات، وهي الميزة التي تنفرد بها الطاولة على خلاف طاولات متحركة متواجدة بعدد من الدول الأوروبية. واعتبر محمد بلعزوقي، المدير العام لمركز هندسة مقاومة الزلازل ل''الخبر''، أن التجارب التي أجريت بالمخبر هي لمعرفة مدى نجاعة الوسائل المتوفرة، حيث تواصلت التجارب في شهر جويلية، وستنتهي خلال شهر سبتمبر. وبين ما شملته التجارب، وضع أجزاء من منشآت فنية على الطاولة المتحركة لمعرفة ردة فعلها أثناء الهزة الزلزالية ومدى مقاومتها وقياس ذلك. وينتظر أن يدخل المخبر الخدمة شهر أكتوبر المقبل، ليقتصر العمل به في المرحلة الأولى على بحوث تجريبية في ميدان البناء، قبل أن تضبط برامج العمل مع باحثي المؤسسات المهتمة بمجال البناء، وكذا باحثي المعاهد والجامعات، بحسب ما يضيف المسؤول نفسه. وبإمكان الدول الواقعة في حوض البحر الأبيض المتوسط المعنية بالظاهرة الزلزالية الاستفادة من خدمات هذا المخبر، على اعتبار أن هناك دولا كبرى في أوروبا مثل فرنسا وإيطاليا وانكلترا... لا تحوز على نوعية الوسائل التي يتوفر عليها هذا المخبر، ولاسيما الطاولة المتحركة، والأمر نفسه بالنسبة للدول العربية التي تفتقد هي الأخرى لهذا النوع من الطاولات المتحركة. ويأتي إنجاز هذا المخبر الخاص بهندسة مقاومة الزلازل لتدارك العجز في ميدان البحوث التجريبية للوقاية من خطر الزلازل، طالما أن الخبراء صنفوا محور بومرداس والجزائر والبليدة وتيبازة والشلف على أنه محور ذو خطر زلزالي عال.