كشف وزير السكن والعمران السيد نور الدين موسى خلال الزيارة التفقدية التي قادته أمس إلى مخبر هندسة مقاومة الزلازل والمركز الوطني للدراسات والأبحاث المتكاملة للبناء أن التأخر في إنجاز سكنات عدل يعود إلى الإجراءات الاستعجالية التي اتخذتها الدولة قصد تحسين نوعية البناء ومطابقته مع القوانين الجديدة للبناء وبالخصوص القواعد الجديدة للبناء المضاد للزلازل ق·م·ز 99 / طبعة 2003، حيث أوضح بأن إنجاز البرامج الأولى لسكنات عدل يعود إلى سنة 2001 وكان يجب عقب زلزال ماي 2003 إعادة النظر في طبيعة بناء هذه السكنات من أجل جعلها متطابقة مع المعطيات الجديدة المتعلقة بالأخطار الطبيعية ولاسيما خطر الزلازل، وأفاد الوزير على صعيد آخر بأنه تم تسليم 340 ألف سكن في إطار برنامج مليون سكن، مشيرا إلى أن الأشغال جارية لإنجاز ما يفوق 500 ألف سكن· وقام أمس وزير السكن والعمران السيد نور الدين موسى بزيارة تفقدية قادته إلى مخبر هندسة مقاومة الزلازل الكائن بمنطقة السبالة ببلدية العاشور لمعاينة تقدم أشغال المشروع الذي من المنتظر استلامه في شهر مارس أو أفريل المقبلين، كما وضع حجر الأساس لانجاز مقر جديد للمركز الوطني للدراسات والأبحاث المتكاملة للبناء الكائن ببلدية السويدانية، وكانت فرصة له للاطلاع على تقدم أشغال الأبحاث المطبقة التي يشرف عليها هذا المركز· وبالمناسبة أكد الوزير أن مسار البناء يتطلب وقتا طويلا وذلك حتى تكون البناءات آمنة ومطابقة مع المقاييس المعمول بها وتتماشى أيضا والمعطيات الجديدة حول ظاهرة الزلازل، مشددا على ضرورة مراعاة القواعد الجديدة للبناء، كما كشف بأن الجزائر قامت مباشرة بعد زلزال الأصنام بتاريخ 10 أكتوبر 1980بإنشاء المركز الوطني للبحث المطبق في هندسة مقاومة الزلازل الذي أصبح عمليا ابتداء من جانفي 1987، و تكمن مهام هذا المركز حسبما أوضحه الوزير في القيام بدراسات وأبحاث متعلقة بالوقاية من خطر الزلازل والمراجعة الدورية للنصوص التنظيمية المتعلقة بالزلازل، تكوين وتحسين مستوى المختصين الوطنيين في حسابات الزلازل الخاصة بالمنشآت إضافة إلى التحسيس وتقديم المساعدة لمكاتب الدراسات الفنية والهياكل الأخرى الفاعلة في قطاع البناء· وفي ذات السياق، أوضح السيد نور الدين موسى بأن الجزائر قامت بإعداد قواعد بناء مضادة للزلازل (ق·م·ز 81)، تم تعديلها في سنة 1983 (ق·م·ز81 طبعة 83)، وبعدها في سنة 1988، ثم في سنة 1999 (ق·م·ز 99 )، و أخيراً في سنة 2003 عقب زلزال 21 ماي 2003 (ق·م·ز 99 / طبعة 2003)، مؤكدا بأن هذه التعديلات في قانون البناء المضاد للزلازل تعتبر ثمرة جهود الباحثين والمختصين بالتنسيق مع مختلف الفاعلين في قطاع البناء، وأن هذه القواعد مستوعبة من طرف المهندسين· و من جملة الإجراءات التي اتخذتها الدولة، قصد إثراء التنظيم التقني للبناء وتحسين نوعيته، إنجاز مخبر هندسة مقاومة الزلازل الكائن بمنطقة السبالة في بلدية العاشور، فهذا المشروع الذي يمتد على مساحة 64،4 هكتارات رصد له غلاف مالي قدره 180مليار سنتيم حسبما أكده السيد محمد بلعزوقي المدير العام للمركز الوطني لهندسة مقاومة الزلازل الذي قدم للوزير شروحات مفصلة حول مهام والتجارب التي سيقودها الباحثون في مخابر المركز، وأوضح أن المخبر عصري وهو الأول من نوعه في الجزائر وعلى مستوى إفريقيا، ومن المنتظر استلام المشروع في شهر مارس أو أفريل 2008، حيث أنه بلغ مرحلته النهائية من الإنجاز و يبقى فقط انتظار تجهيزه من طرف شركة أمريكية بالتجهيزات والمعدات اللازمة، علما بأن المخبر سيضم تجهيزات للتجارب الديناميكية المتنقلة للمنشآت والمواد (اهتزازات محيطة وشديدة) تتمثل في طاولة اهتزازية، طاولة تجارب، وجدران تفاعل، إضافة إلى أجهزة تحقيق جيوفيزيائية، وسيسمح عند استلامه بإجراء أبحاث ودراسات في مجال البناء المقاوم للزلازل، كما أن أبوابه ستكون مفتوحة أمام الجامعات و الباحثين وحتى البلدان الأجنبية لإجراء دراسات وأبحاث· وبالسويدانية وضع الوزير حجر الأساس لانجاز مقر جديد للمركز الوطني للدراسات والأبحاث المتكاملة للبناء، كما اطلع بعين المكان على المشروع النموذجي لإنجاز سكن ريفي بفعالية طاقوية، وهو النوع الجديد للبناء الذي يسعى المركز لترقيته واقتراحه في السوق مستقبلا، علما أن هذا المشروع الذي يمتد على مساحة 82 مترا مربعا ممول من طرف الاتحاد الأوروبي وقد رصد له غلاف مالي قدره 5،6 مليون دج، و قد انطلقت الأشغال به في شهر أكتوبر 2007 على أن يستلم في آجال حددت بستة أشهر· هذا النوع من البناء حسبما أوضحه مدير المركز الوطني للدراسات والأبحاث المتكاملة للبناء مصنوع من نوع خاص من الاسمنت المسلح يمثل التراب نسبة 97 بالمائة من مكوناته، و3 بالمائة فقط من الاسمنت، كما أنه يعتمد على الطاقة الشمسية و هو من نوع طابق أرضي زائد طابقين ومختلف تماما عن البناء من نوع 15 / 15 الذي يعتمد على أعمدة ارتكاز ولا يتعدى طابق أرضي زائد طابق واحد· من جهة أخرى تلقى الوزير شروحات مفصلة حول مهام المركز التي تتمحور أشغال الدراسات والأبحاث التي يقوم بها حول المواد و المكونات، الهياكل والتكنولوجيات، تقنيات البناء، فيزياء المباني، كما يساهم المركز أيضا في التنظيم التقني، مراقبة النوعية وتقديم آراء تقنية حول المواد والمكونات· ومن بين الدراسات والأبحاث التي يقودها الباحثون والمهندسون في المركز نذكر التجارب غير المدمرة، استعمال القضبان المشكلة على البارد، مساكة السقوف المسطحة والمائلة، المعالجة الحرارية للترسانة، المواد السيليسية الكلسية، علما بأن المركز يحظى بوسائل مادية و قدرات تجريبية تسمح بالاستجابة إلى احتياجات المساعدة التقنية وذلك من خلال تقديم خدمات في مجال مواد البناء، المنتوجات والمكونات، هياكل وطرق البناء·