بيني وبين المطبخ خط أحمر.. والسهر خارج البيت في رمضان لا يغريني من يعرف الفنان القسنطيني عبد الحكيم بوعزيز، خلال أيام الإفطار، يتأكد أنه يتمتّع بروح مرحة، لا تختلف كثيرا عن أيام شهر الصيام. ''الخبر'' قضت مع حكيم وعائلته سُويعات قبيل وأثناء وبعد الإفطار. كان لقاؤنا مع مغنّي المالوف، عبد الحكيم بوعزيز، قبيل الإفطار بحوالي ثلاث ساعات، بالقرب من المنزل العائلي الكائن بحي بوالصوف، عند المخرج الغربي لمدينة قسنطينة، مصحوبا بابنه إسلام، حيث دعانا لدخول البيت بعد أن كان في جولته اليومية. قائلا إنه عادة ما يأخذ ابنه في جولة للتسوّق، من أجل اقتناء أغراض خفيفة، كالحلويات وما شابهها، قبل أن يقتطع لنفسه ساعة أو اثنتين في غرفته الخاصة. دخلنا في بادئ الأمر غرفة الجلوس، حيث مكثنا ما لا يتجاوز 10 دقائق، قبل أن يُقرّر مضيفنا دعوتنا إلى غرفته الخاصة، لمتابعة برامجه التلفزيونية المفضّلة على القنوات الغربية وليست العربية، والتي تتمحور في مجملها حول قنوات الأشرطة المنوطة بالحيوانات، أو القنوات التثقيفية، إضافة إلى القنوات الرياضية العالمية، بعد أن جهّز غرفته بمختلف أجهزة الاستقبال الرقمية التي تعتمد على الأنترنت لالتقاط القنوات المشفّرة. ظل عبد الحكيم ينتقل من محطة إلى أخرى لاختيار البرنامج الأكثر أهمية، توقّف أثناءها مطوّلا عند الحصص الرياضية التي تتحدّث عن انطلاق البطولة الفرنسية، لاسيما أنه من عشّاق نادي مرسيليا، مع متابعة أخبار خصومه، وأبدى مضيفنا معرفة جيدة بسوق تنقلاّت اللاعبين في البطولات الأجنبية. من جهتها، أكدت زوجته أنها كثيرا ما تنزعج من عدم اشتهائه أيّ شيء، فهي تتمنّى أن يطلب منها يوما إعداد طبق اشتهاه، قائلة إنها تخمّن دائما ما يُحبّذ تناوله عند الإفطار، من خلال معرفتها بالأطباق المفضّلة لديه، حتى وإن لم يطلبها علنًا. أما عن مزاجه قبل الإفطار، فقد أوضحت أنها لا تُفرّق ما بين مزاجه خلال الأيام العادية وتلك التي يكون فيها صائما ''فهو دوما مرح، ولا يُعييه الصيام، ما يجعل مزاجه جيدا دون أن يتأثّر بمشقة الصيام''. وهو ما أكده عبد الحكيم بالقول: ''أنا لست من النوع الذي يغضب، لا في رمضان ولا في باقي الأيام، كوني لست مُدمنا على التدخين، كما أنني لا أشرب الكثير من القهوة، ولا أشتهي الأكل، عدا الجاري وتحديدا شوربة حمراء بالشعيرية''. مُضيفا: ''بيني وبين المطبخ خط أحمر، فأنا لا أدخله أبدا، لا من باب الفضول، ولا من باب تحضير شيء ما.. أفضّل ترك هذه المهمة لزوجتي وابنتاي''. وقبل موعد الإفطار بزهاء 5 دقائق، انتقلنا إلى غرفة الطعام، حيث انتظرنا رفع الأذان، فأفطر عبد الحكيم بحبات من التمر اقتداءً بالسنة النبوية، ليتوجّه بعدها إلى غرفته لأداء صلاة المغرب، ثم عاد إلى مائدة الإفطار التي تزيّنت بطبقه المفضّل ''الجاري''، إضافة إلى السلطة وطبق ''طاجين الكفتة'' التي أكدت زوجته أنه من أكلاته المفضّلة، ناهيك عن ''البوراك''، ''شباح الصفرة''، و''سلطة فواكه مشكلة''. وهنا، يُبرز مضيفنا أن مائدة إفطاره يجب أن تتوفر على ثلاثة أشياء لا يمكن أن يستغني عنها طيلة الشهر الفضيل، هي ''الجاري''، ''البطيخ''، والمشروبات الغازية. لم يدم إفطار حكيم طويلا، كونه ليس من النوع المحب للأكل كثيرا، لننتقل بعدها إلى غرفة الجلوس حيث ارتشفنا فنجان قهوة، وتابعنا وإياه برامج التلفزيون الجزائري، قبل التوجّه إلى المسجد لأداء صلاة التراويح، لنفترق بعدها ويعود إلى البيت، كون مضيفنا لا يُغريه السهر خارج حيطان عشه العائلي، إلاّ في حالات نادرة، أو عند ارتباطه بسهرة فنية يحييها.