خرج، مساء أول أمس، العشرات من سكان أحواش وسط مدينة البويرة، وأغلقوا جل طرق مركز المدينة بالمتاريس وإطارات العجلات، احتجاجا على قائمة المستفيدين من السكن الاجتماعي التي لم تضم سوى 12 اسما، خمسة منهم من وسط المدينة. شعلة الغضب الأولى بدأت في حدود الساعة الخامسة والنصف مساء، حين خرج عشرات الشباب في شارع عيسات ايدير وأضرموا العجلات المطاطية في الطريق العابر للشارع والطريق الرئيسي للمدينة، ولم تمض إلا دقائق معدودة حتى امتدت موجة الغضب إلى مركز المدينة، وبدأ الدخان الأسود ينبعث من مختلف أطرافه حتى بدت المدينة القديمة وكأنها تحترق جراء ارتفاع كومات الدخان الأسود من كل مكان، في حين لوحظ انتشار عدد قليل من الشرطة التي اكتفى مسؤولوها بمحاورة وتهدئة المحتجين. وبعد الإفطار عاد العشرات من المحتجين إلى الشارع، وتوجهوا صوب تمثال الأمير عبد القادر، وأغلقوا الجوانب الأربعة لمفترق الطرق بالعجلات المطاطية المشتعلة، ونفس المشهد كانت تعيشه شوارع مركز المدينة، حينها تقدم محافظ شرطة رفقة أحد ضباطه وطلب من الغاضبين تعيين خمسة ممثلين عنهم ليقابلوا الوالي حتى يرفعوا له انشغالاته، وبعد أخذ ورد وافق المحتجون على الاقتراح، متوعدين المسؤولين بالعودة ثانية إلى الشارع في حال عدم تلبية مطالبهم، المتمثلة في إخراجهم من الأكواخ التي يعيشون فيها منذ الاستقلال. وأثناء حديثنا إليهم أكد الغاضبون بأن ما جعلهم يخرجون إلى الشارع هو الإحساس ب''الحفرة'' فمنذ سنوات وهم ينتظرون دورهم للاستفادة من السكن الذي كان يوزع على الغرباء عن المدينة، وفي هذه المرّة قامت لجنة توزيع السكن بإحصائهم بعدما وعدوا بالاستفادة من السكن، إلى أن أفجعهم خبر إقصائهم، ولم تستفد سوى خمس عائلات لتؤجل معاناتهم إلى أجل غير مسمى.