الجواب: ليلة القدر ليلة أمرُها عظيم والخير فيها جزيل وعميم، قال الله تعالى عنها: {فيها يُفْرَقُ كلُّ أمرٍ حكيم} الدخان: 04، أي فيها تقسّم الآجال والأعمار والأرزاق، ومَن قامها إيماناً واحتساباً غُفِر له ما تقدّم من ذنبه، فقد ثبت عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنّه قال: ''مَن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدّم من ذنبه'' أخرجه البخاري ومسلم. وليلة القدر آكدة في العشر الأواخر، ففي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: ''تحرّوا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان''، وفي رواية البخاري ''فالوتر من العشر الأواخر من رمضان''. وقد رجّح أهل العلم أنّها ليلة السابع والعشرين من رمضان، كما ذكر ابن حجر العسقلاني رحمه الله في الفتح: ''وأرجحها عند الجمهور ليلة سبع وعشرين''. وقد ثبت في صحيح مسلم أنّ أُبي بن كعب رضي الله عنه قال: ''والله الذي لا إله إلاّ هو إنّها لفي رمضان، يحلف ما يستثني، ووالله إنّي لأعلَم أيّة ليلة هي، هي ليلة القدر التي أمرنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بقيامها، هي ليلة صبيحة سبع وعشرين، وأمارتها أن تطلع الشّمس صبيحة يومها بيضاء لا شعاع لها''. فإذا أدرك المؤمن هذه اللّيلة، فليتضرّع إلى الله جلّ جلاله فيها بالدعاء، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: ''قلت يا رسول الله، أرأيت إن علمت أيّ ليلة القدر ما أقول فيها؟ قال: قولي: ''اللّهمّ إنّك عفو تُحبّ العفو فاعفُ عنّي''، وليدع الجميع أن يصلح حال الأمّة الإسلامية وحال بلادنا الجزائر، وأن يوفّق الجميع لما يُحبّ ويرضى.