أبرز السيد سيفو، رئيس مركز توزيع بريد ولاية وهران، وهو أكبر مركز في الجزائر، معاناة ساعي البريد على مدار السنة وهو ينقل ما لا يقل عن 6 كلغ من الرسائل في حقيبته يوميا ''يسير بها من حي إلى حي ومن عمارة إلى عمارة''. وليس هذا فحسب، ذلك أن الساعي يضطر أحيانا إلى صعود السلالم في بنايات متعدّدة الطوابق، سواء لأن البريد يحتاج إلى توقيع المعني أو بسبب انعدام صناديق البريد على مستوى هذه العمارات، و''المواطن يتحمّل مسؤوليته في هذا الجانب''، يقول المتحدث، الذي عرّج على معضلة ثانية تواجه ساعي البريد، والمترتبة عن عدم تبليغ المواطنين عن مقرات سكناهم الجديدة عندما يتم ترحيلهم إليها. ونتيجة لذلك، يواصل الساعي إيصال البريد إلى عناوين الإقامة القديمة. وحسب مصدرنا، فإن الأمور ستسوء أكثر مستقبلا في هذه المهنة، إذا لم يعد النظر في الاستراتيجية المعتمدة، ويقصد بكلامه ضرورة مراعاة زيادة الكثافة السكانية في كل منطقة، لأنه من غير المعقول، كما يشير، أن يؤمّن 93 ساعي بريد فقط العمل على مستوى ولاية يعيش فيها قرابة 3 ملايين شخص، يضاف إلى ذلك عدد لا يحصى من الرسائل والبريد المؤمن الذي يرجع إلى مؤسسة البريد بسبب أخطاء في عناوين الأحياء أو نتيجة تشابه في أسماء هذه الأحياء. ومع كل الصعوبات المذكورة، فإن وسائل العمل جد محدودة مما يتطلب، حسب المتحدث، أنسنة مهنة ساعي البريد، كونه يؤدي في المقام الأول خدمة عمومية. ومن أجل تجنيبه عناء قطع مسافات طويلة مشيا على الأقدام، لا بد من توفير وسائل العمل لهذه الفئة، لاسيما الدراجات والدراجات النارية.