المجلس الانتقالي سيواجه مشكلتين أمنية وسياسية بعد حسم الأمور حذّر الدكتور وليد فارس، مستشار الكونغرس الأمريكي لشؤون الإرهاب، من تحول ليبيا إلى صومال جديدة أو عراق أخرى في ضوء عدم الحسم العسكري الحاصل الآن بين قوات القذافي والمعارضة المسلحة. وقال الدكتور وليد فارس في اتصال هاتفي مع ''الخبر'' أن ''المجلس الانتقالي مطالب بالإسراع في ضبط سيطرته على طرابلس وباقي المدن الأخرى، قبل أن تنفلت الأمور من بين يديه، وتتحول البلاد إلى الوضع الذي تعيشه الصومال أو العراق''. ويرى المتحدث أن الوضع على الأرض يشير إلى ''تحول نظام القذافي إلى قوى تناهض الحكومة الجديدة بقيادة المعارضة، ويوحي الوضع الراهن إلى أن نظام القذافي سقط سياسيا، ولكنه عسكريا مازال قائما''. وحسب المتحدث فإن ''هناك مشكلتان أساسيتان ستواجهان المجلس الانتقالي بعد تشكيل الحكومة المؤقتة، وانتقال مؤسساته من بنغازي إلى طرابلس، المشكلة الأولى هي بقاء القوات المسلحة التابعة للقذافي تقاتل ضد الحكومة الجديدة، بغض النظر عن رحيل القذافي وأبنائه، أما المشكلة الأخرى فهي تخص المشروع السياسي للدولة الليبية الوليدة، هل سيكون مشروعا تعدديا علمانيا، أم ستسيطر الميلشيات الإسلامية المسلحة على القرار في الحكومة المقبلة''. وبخصوص دلالات ظهور سيف الإسلام القذافي بعدما أعلن مصطفى عبد الجليل اعتقاله، وأثر ذلك على مصداقية المجلس الانتقالي، أوضح الدكتور وليد فارس بالقول ''هذه الأمور تسمى في لغة الحرب غبار المعركة، وهذا يعني أن الاتصالات بين القيادات السياسية والعسكرية ربما تكون غير واضحة، ومن الممكن أن يكون التقرير الذي وصل مصطفى عبد الجليل غير دقيق، فعبد الجليل نفسه لم يشاهد سيف الإسلام معتقلا، إنما وصله تقرير من الوحدة التي أعلنت اعتقاله، كما أن أوكامبو في المحكمة الدولية ارتكز على تقرير من مصطفى عبد الجليل.أنا من جهتي، أتساءل إن لم يكن سيف الإسلام مثلا قد قام بقتل الوحدة التي كانت تعتقله''. وبخصوص مستقبل الوضع في ليبيا في ضوء التطورات الأخيرة، سجل المتحدث أن ''ليبيا دخلت في حرب أهلية منذ مدة، لكن تأخر الحسم العسكري لصالح المعارضة المسلحة سيقوي القذافي مع مرور الوقت، أما مع سرعة الحسم فسيكون هناك نظام جديد يقوده المجلس الانتقالي وبعض المتمردين عليه، وهم في هذه الحالة قوات القذافي''. وقال مستشار الكونغرس الأمريكي لشؤون الإرهاب، بخصوص مقتل اللواء عبد الفتاح يونس، إن ''الرواية الرائجة في واشنطن تقول إن مقتل عبد الفتاح هو نتيجة صراع بين ميلشيات ترفض الولاء له بعد نجاح الثورة، وهذا يعني أنهم كانوا يرفضون منحه شرف دخول طرابلس''.