تعريف الحج: لغة، الحج هو القصد إلى الشيء أو كثرة قاصديه. وشرعاً، هو زيارة الكعبة في موسم معيّن في وقت واحد، وفيه وقوف عرفة. حكمه هو فرض عين مرّة في العُمر، على الفور إذا توفّرت الشروط الآتية، قال الله تعالى: {ولله على النّاس حجّ البيت مَن استطاع إليه سبيلاً}. ووجه الاستدلال من الآية أنّ اللاّم في (لله) لامُ الإيجاب والإلزام. وقالوا إنّ الأمر فيها مطلق، والأوامر المطلقة تقتضي الفور، واستدلوا بما رواه الدارقطني والبيهقي أنّ النّبيّ، صلّى الله عليه وسلّم، قال: ''حجُّوا قبل أن لا تحُجُّوا''. وأخرج البيهقي أنّ النّبيّ، صلّى الله عليه وسلّم، قال: ''مَن لم يحبسه مرض أو حاجة ظاهرة أو سلطان جائر ولم يحجّ فليمُت إن شاء يهودياً أو نصرانياً''. والقول بوجوب الحجّ على الفور هو رواية العراقيين عن مالك، قال الدردير هو الأرجح. وقيل هو فرض على التراخي إلى وقت يخاف فيه فواته بالتأخير إليه، ويختلف باختلاف النّاس والأزمان وهو رواية المغاربة، قال الباجي هو الظاهر عندي. مكانة الحج والعمرة في الإسلام الحجّ هو الركن الخامس من أركان الإسلام، فرضه الله تعالى على المستطيع والعمرة مثله. قال فقهاؤنا: الحج أفضل العبادات لاشتماله على المال والبدن. وقال بعض أهل العلم: الحجّ يجمَع معاني العبادات كلّها، فمَن حجّ فكأنّما صام وصلّى واعتكف وزكّى ورابط في سبيل الله وغزا. قال سادتنا المالكية: الحجّ، ولو تطوّعاً، أفضل من الجهاد، إلاّ في حالة الخوف من العدو، فيفضّل الجهاد على حجّ التطوع. وللحجّ فوائد شخصية وجماعية، فهو يكفِّر الذنوب الصغائر ويطهّر النّفس من شوائب المعاصي، وقال بعض العلماء كبعض الحنفية والكبائر أيضاً، واستدلوا بالحديث ''العمرة إلى العمرة كفّارة لما بينهما، والحجّ المبرور ليس له جزاء إلاّ الجنّة''، ولما رواه البخاري ومسلم قوله صلّى الله عليه وسلّم: ''مَن حجّ فلم يرفث ولم يفسُق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمُّه''، ولما رواه النسائي قوله صلّى الله عليه وسلّم: ''الحجاج والعُمَّار وفد الله إن دعوه أجابهم، وإن استغفروه غفر لهم''.