شهدت ثانوية سويح الهواري بوهران حالة استنفار قصوى، للمرة الثانية على التوالي في ظرف أسبوع. حيث بادر أحد التلاميذ، في حدود الساعة العاشرة صباحا، إلى توسط ساحة المؤسسة، وحرق جسده مستعملا مادة البنزين، الأمر الذي أشعل ثورة في أوساط التلاميذ الذين حاصروا الأساتذة في إحدى القاعات لمدة ساعتين، قبل أن تحررهم مصالح الأمن. تطورت الأمور داخل ثانوية سويح الهواري الواقعة في حي البدر بوهران، بفعل استمرار مشكل التلاميذ، الذين تم رفض تسجيلهم لإعادة السنة الدراسية، حيث لم يتردد أحد هؤلاء في محاولة الانتحار، بعد أن صب البنزين على جسده وبادر إلى حرق نفسه في وسط الساحة، وأمام مرأى التلاميذ والأساتذة، الذين سارع بعضهم رفقة بعض العمال إلى نجدته عن طريق إخماد ألسنة النيران التي طالت أجزاء كبيرة من جسده، الأمر الذي انتهى بإصابة ناظر المؤسسة، الذي أصيب بحروق محسوسة على مستوى ذراعيه، فضلا عن الحروق التي مست التلميذ المعني، واستوجبت نقلهما باتجاه مصلحة الحروق على مستوى المستشفى الجامعي، حيث تلقيا العلاجات اللازمة. وقد تعاطف التلاميذ، بما فيهم المتمدرسون، مع التلميذ الذي حاول حرق نفسه أمام الملأ، إذ صبّوا جامّ غضبهم على الأساتذة الذي تحصنوا داخل إحدى القاعات، وأغلقوا كل المنافذ بعد أن تمت محاصرتهم من قبل حشود التلاميذ محاولين اقتحام القاعة، حيث أفادت شهادات أحد الأساتذة الذي عايش هذا اليوم المرعب بأن ''التلاميذ كانوا في قمة الغضب، لدرجة تكسيرهم لسياج النوافذ والزجاج، ما تسبب في حالات إغماء، لاسيما وأن السواد الأعظم من المحاصرين كانوا من فئة النساء''. وقد تدخلت مصالح الدرك الوطني والشرطة بعد أن تلقت إخطارا بالواقعة، وتمكنت من تحرير الأساتذة المحاصرين وتهدئة التلاميذ المحتجين، في حين عقدت مصالح مديرية التربية اجتماعا طارئا مع ممثلي التلاميذ المعنيين بالطرد،وتم إبلاغهم بأنه سيتم التكفل بمطالبهم، وذلك بإعادة تسجيلهم في مؤسسات أخرى لإعادة السنة الدراسية، وذلك في غضون الأيام القليلة المقبلة. من جهتهم، أثرت هذه الحادثة بالغا على كل الأساتذة، حيث أكد ممثل نقابة ''السنابست''، في تصريح أدلى به ل ''الخبر'' أمس، بأن الأغلبية الساحقة من الأساتذة قرروا الامتناع عن التدريس رغم ضغوطات المديرية، وذلك لعدم توفر الظروف المواتية، مضيفا بأن بعض الأساتذة يتابعون حالاتهم الصحية لدى أخصائيين نفسانيين، بعد التهديدات التي تلقوها خلال الأسبوع الماضي عن طريق استعمال أسلحة بيضاء والحمض.