شهدت ثانوية سويح الهواري بوهران، أمس، حالة شلل تام لليوم الثاني على التوالي، في أعقاب سابقة حرق تلميذ لنفسه في وسط الساحة أمام أنظار الأساتذة والمتمدرسين، حيث تغيّب جُل الأساتذة عن الحضور، فيما أصر البقية منهم، ممّن حضروا، على مقاطعة الدراسة إلى غاية توفير الظروف الأمنية الكفيلة، بتحصينهم من أي اعتداءات. تميّزت الأمور، أمس، في ثانوية سويح بوهران بالهدوء، خلافا ليوم أول أمس الذي ثار فيه التلاميذ على الأساتذة، وحاصروهم في إحدى القاعات لمدة ساعتين قبل تحريرهم من قبل مصالح الأمن، حيث دخل التلاميذ إلى المؤسسة وعادوا أدراجهم نحو مقرات بيوتهم، بعد أن رفض الأساتذة استئناف التدريس احتجاجا منهم على الظروف الأمنية المتردية التي أصبحوا يمارسون فيها مهامهم، لدرجة أن الكثير منهم عزف عن الحضور كلية، نتيجة المشهد المُرعب الذي عايشوه مباشرة بعد محاولة انتحار تلميذ عن طريق حرق جسده في وسط الساحة باستعمال مادة البنزين، قبل أن يتم إنقاذه من طرف الأساتذة وناظر المؤسسة. وقد عقد الأساتذة الذين حضروا رفقة أعضاء المكتب الولائي والوطني لنقابة ''السنابست'' اجتماعا طارئا داخل الثانوية، شارك فيه مندوبون عن المديرية الوصية، مُمثلين في مفتشين وإطارات من مصلحة التنظيم التربوي، شددوا، فيه، على استحالة العمل في الظروف الراهنة. حيث أوضح السيد ميلود عبد المجيد، الممثل الولائي، بأن الإجماع تم على ضرورة توفير الأمن داخل وخارج المؤسسة لكل الأساتذة والمستخدمين كشرط لاستئناف العمل، مضيفا بأن هيئته ستنقل جميع الانشغالات الشرعية للمسؤول الأول على مديرية التربية من أجل إيجاد الحلول اللازمة، خاصة وأن درجة الخوف التي طالت الأساتذة، المشكل أغلبهم من فئة النساء، وصل إلى حد مقاطعة الحضور كلية. وبناء على المعلومات المستقاة، فإن التلميذ الذي حاول حرق نفسه خرج من مرحلة الخطورة، وهو نفس وضع الناظر الذي تعرض هو الآخر لحروق على مستوى اليدين طالته أثناء محاولته إنقاذ التلميذ.