وجه قاضي التحقيق لدى محكمة غرداية تهمة القتل العمدي وأمر بإيداع سيدة الحبس المؤقت، بعد أن أشارت تقارير محاضر التحقيق إلى أن المتهمة تكون قد قتلت ابنها ذي الأربع سنوات بعد ضربه بآلة حادة على الرأس. لم يتوقع الطاقم الطبي في مستشفى الدكتور تريشين إبراهيم بمدينة غرداية، أن تنتهي قصة الطفل ابن الأربع سنوات الذي نقلته والدته وهو مصاب بجروح خطيرة على مستوى الرأس ثم فارق الحياة بعد غيبوبة دامت 24 ساعة، إلى الموت بفعل إصابة خطيرة في أنسجة الدماغ ونزيف حاد، ومنه بتوجيه تهمة القتل إلى أمه التي نقلته بنفسها إلى المستشفى وهي في حالة انهيار عصبي، بفعل هذه الحادثة النادرة والمأساوية في آن واحد. وحسب مصدر طبي بمصلحة الاستعجالات بالمستشفى، فإن أغلب العاملين تعاطفوا مع حالة الأم وحالة الطفل البريء الذي فارق الحياة، ثم تضاعفت صدمتهم وهم يسمعون نبأ اتهامها بقتله. وبعد تأكيد الوفاة، حصلت الأم على تصريح بالدفن. وصنفت التقارير الطبية الأولية الوفاة على أنها حادث منزلي، ناتج عن سقوط فوق جسم صلب، وهي أرضية المطبخ. وبعد الدفن، قرّر رئيس مصلحة الشرطة القضائية لأمن ولاية غرداية فتح التحقيق والتحري بطريقة سرية في حادثة الوفاة، بعد شكوك راودت الضابط المتابع للقضية في سببها، حيث كشف التقرير الطبي الأولي أن الطفل أصيب بجروح في الرأس والرجل، بينما قالت والدته إنه سقط من فوق سلم عال. ولجأت الشرطة، عن طريق أحد عناصرها الذي تخفي في زي مدني، إلى استجواب شقيق الطفل بصفة ودية حول سبب وفاة أخيه، فأجاب على الفور بأن والدته ضربته في نفس اليوم الذي فارق فيه الحياة. وبعد الحصول على هذه المعلومة، استجوب المحققون مجددا والدة الضحية وواجهوها بنتائج تحريات حول حياتها وسيرة الطفل الضحية واعتراف شقيقه. وكشف مصدر قضائي بأن المتهمة قدمت معلومات متناقضة ساهمت في تعميق شكوك المحققين، حيث قالت خلال التحقيق بأن سبب الجروح والكدمات في قدمي الطفل أنها ضربته في نفس اليوم، كما أنها ضربت فلذة كبدها على الرأس دون قصد قتله، وأنها نقلته على وجه السرعة إلى المستشفى. وفي حي بوهراوة حيث تسكن الأسرة، ما يزال بعض الجيران تحت الصدمة، حيث روى أحدهم ل''الخبر'': ''أنا شخصيا لا أصدق بأن الأم يمكن أن تتصرف بهذه الطريقة''. لكن هذا ليس رأي المحققين في مصلحة الشرطة القضائية بأمن ولاية غرداية، الذين نجحوا في إقناع وكيل الجمهورية بإصدار أمر بالقبض على الأم وإيداعها الحبس المؤقت تمهيدا لمحاكمتها.