مساهل يتحدث عن ''مرحلة نوعية'' في الشراكة مع الولاياتالمتحدة أجرى الوزير المنتدب للشؤون الإفريقية والمغاربية محادثات وصفت ب''الهامة'' في واشنطن، تناولت قضايا الإرهاب والتنمية في الساحل، شاركت فيها ما يعرف ب''دول الميدان'' برعاية مسؤولين كبار في الولاياتالمتحدةالأمريكية التي تعد الشريك رقم واحد في محاربة الإرهاب بالساحل. بحث وزراء خارجية مالي سومايلو بوباي مايغا، والنيجر محمد بازوم، وموريتانيا حمادي ولد حمادي، والوزير الجزائري المنتدب عبد القادر مساهل، مع منسق محاربة الإرهاب بوزارة الخارجية الأمريكية دانيال بنيامين، مسائل الأمن والدفاع وتهديدات الإرهاب، وما اتصل بها من مخاطر جديدة مرتبطة بتداعيات الحرب الليبية. وذكرت وكالة الأنباء الجزائرية أن اللقاء جرى بواشنطن، أول أمس، بمشاركة مسؤولين أمريكيين يشتغلون على ملفات السياسة الخارجية والأمن والدفاع، أهمهم جيفري فلتمان مساعد وزيرة الخارجية مكلف بشؤون الشرق الأوسط، ومساعدها للشؤون الإفريقية جوني كارلسون. وجرت لقاءات أخرى بين ممثلي ''دول الميدان'' الأربع، ومساعدة وزير الدفاع فيكي هادلستون ومساعد وزير العدل بروس سوارتز، وموظفين كبار بديوان مكافحة الإرهاب لدى وزارة الدفاع وقيادة القوات الأمريكية في إفريقيا ''أفريكوم''. وضم الوفد الذي قاده مساهل ''إطارات سامية''، حسب الوكالة الرسمية، من وزارات الدفاع والداخلية والعدل والخارجية. ويرتقب في اليوم الثاني والأخير من الاجتماعات، عقد لقاء بين بعثة دول الساحل ومستشار الرئيس باراك أوباما مكلف بملفات الإرهاب والأمن القومي جون برينان. وصرح مساهل بأن الاجتماعات ''تمثل مرحلة نوعية'' في الشراكة بين بلدان الساحل والولاياتالمتحدة. وأوضح بأن لقاءات العمل التي عقدت ''كانت ثرية وموجهة لدراسة كيفية تلبية حاجيات بلدان المنطقة في مجال الأمن والتنمية''. وأشار مساهل إلى مؤتمر محاربة الإرهاب الذي عقد بالجزائر، شهر سبتمبر الماضي، قائلا إنه ''أتى بنتائج ملموسة''. يقصد تأكيد الجانب الأمريكي تعهداته التي قطعها خلال المؤتمر، وتتعلق بتقديم الرعاية التقنية وتوفير الدعم اللوجستي فيما يخص مراقبة مساحات شاسعة تفلت من سيطرة حكومات الساحل، والمساعدة على إقامة مشاريع اقتصادية لقطع الطريق أمام تجنيد شباب المنطقة لصالح التنظيمات الإرهابية. وتأتي اجتماعات واشنطن مكملة لاجتماعات سياسية وعسكرية واستخباراتية عقدتها حكومات ''دول الميدان'' في مارس 2010 بالجزائر العاصمة وتمنراست، وفي 2011 بباماكو، تم خلالها وضع خطة لتنسيق جهوي في مجال تبادل المعلومة الأمنية وتنمية المناطق الفقيرة. وصرح مساهل لوكالة الأنباء بأن الترابط بين الجريمة العابرة للحدود والفقر ''أضحت مفهومة وتحظى محاربتها بدعم بلدان المنطقة والشركاء معا''. وأضاف: ''لقاء واشنطن يشكل مرحلة نوعية جديدة في إطار إقامة شراكة مثلما تمت صياغتها بالجزائر في سبتمبر الماضي، بما أن الأمر يتعلق حاليا بمحادثات ملموسة حول قنوات تعاون محددة''. وتم ذلك، حسبه، بعد إعداد مبادئ مديرة لمقاربة سياسية مشتركة حول قضايا الإرهاب والتنمية. ونقل مساهل عن الأمريكيين التزامهم بأن تتحمل بلدان الساحل مسؤولية الأمن والتنمية بنفسها. وتابع الوزير المنتدب بأن اجتماعات واشنطن ''مرحلة في مسار بناء شراكة تدخل في إطار الاستراتيجيات العالمية الجارية تحت إشراف الأممالمتحدة، في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة والفقر''.