اعتبر مركز الدراسات الاستراتيجية الأمريكي ''ستراتفور'' أن التقدم السريع للعمليات والهجومات الإرهابية التي اقترفتها مجموعة ''بوكو حرام''، النشطة في نيجيريا، يؤكد وجود علاقات مع المجموعات الإرهابية الإفريقية الأخرى، منها تنظيم ''القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي''. أفاد مكتب الدراسات، المتواجد مقره بمدينة أوستين (تكساس)، في تحليله لتفاقم خطر مجموعة ''بوكو حرام''، التي تعني بلغة الهوسا ''التعلم الغربي حرام''، أن اللجوء، منذ جوان الفارط، إلى عمليات انتحارية وسيارات مفخخة لاقتراف اعتداءات إرهابية في نيجيريا، يؤكد ''القفزة الكبيرة'' لهذه المجموعة في سنة .2011 ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية، عن المركز بخصوص تحليله للتطور الطبيعي للأسلحة التي تستعملها مجموعة ''بوكو حرام''، التي تم إنشاؤها سنة 2002، والتي بدأت هجوماتها الأولى سنة 2003، أن هذه المجموعة قد انتقلت في غضون ثمانية سنوات من استعمال سكاكين وأسلحة خفيفة إلى استعمال قارورات كوكتيل مولوتوف ووسائل متفجرة بسيطة في أواخر سنة 2010، قبل شروعها في تنفيذ عمليات انتحارية وسيارات مفخخة سنة .2011 واعتبر المركز أنه بناء على تاريخ تطور المناهج التي تستعملها الجماعات الإرهابية عبر العالم، فإنه ''من غير المعتاد لمجموعة ما تحقيق قفزة عملية معتبرة دون مباشرة تكوين، أو الاستفادة من دعم ما''. ويروي تقرير المصدر أن شكوكا راودت محرريه، في بادئ الأمر، بخصوص تصريحات صادرة عن أبو مصعب عبد الودود زعيم ''القاعدة'' المغاربية، الذي عرض الدعم، وكذلك أسلحة ل''بوكو حرام'' لتحقيق ''عمق استراتيجي في افريقيا'' لحركتهم. ويؤكد مركز ''ستراتفور'' أن مصالحه قد واصلت تلقيها لتقارير تؤكد مشاهدة نيجيريين مرتبطين ب''بوكو حرام'' في مخيمات تدريب تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي في منطقة الساحل، وقد تلقى البعض منهم تكوينا من طرف مجموعة الشباب الجهادية في الصومال. وأشار مركز التحليل الأمريكي أنه منذ وفاة رئيس مجموعة ''بوكو حرام''، محمد يوسف، سنة 2009، فإن الهيكل الدقيق وتشكيلة المجموعة غير واضحة. ومن جهة أخرى تم تسجيل عدة رسائل متناقضة من طرف أشخاص يدّعون الكلام باسم مجموعة ''بوكو حرام''، والتي يبدو بعضها معتدلا، وأنها مستعدة للتفاوض، بينما يرفض البعض الآخر كل نقاش. وتبعث هذه الاختلافات على التفكير بأن مجموعة ''بوكو حرام'' تتشكل من كنفدرالية ''تتكون من مناضلين ينشطون بشكل مستقل عن بعضهم البعض، عوض منظمة مهيكلة ومتناسقة تنشط من أجل أهداف وحيدة''. ونظرا لوجود علاقات بين مجموعة ''بوكو حرام'' والجماعات الإرهابية الناشطة في منطقة الساحل، فقد تم توسيع اجتماع وزراء خارجية دول الميدان لمنطقة الساحل (الجزائر ومالي والنيجر وموريتانيا)، المزمع تنظيمه، بداية ديسمبر المقبل، بنواقشوط، إلى ثلاث دول إفريقية أخرى، وهي نيجيريا وتشاد وبوركينافاسو.