أثبتت الرسائل المتبادلة بين المواقع “الجهادية” التابعة لتنظيم القاعدة أن “الجماعة السلفية للدعوة والقتال” لأميرها أبو مصعب عبد الودود تتواصل مع جماعة بوكو حرام النيجيرية التي نفذت اعتداء أبوجا الاخير والذي استهدف مقر بعثة الأممالمتحدة وتورطها في تطوير أسلحتها بما في ذلك القنابل التي تشهد تطورات مستمرة على شاكلة تلك المصنوعة في الجزائر، في وقت حذرت الدول الغربية من تعزيز العلاقات بين الجماعتين واستهداف مصالحها بالمنطقة. أعرب مؤخرا حسن محمد، المتحدث باسم الجيش النيجيري، عن ثقته بأن بوكو حرام أقامت علاقات مع تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي رغم عدم وجود أدلة بهذا الصدد مشيرا إلى نوع القنابل التي استخدمتها المجموعة في الأشهر الأخيرة والتي تزداد تعقيدا واتقانا كما يستندون إلى رسائل تنشر على مواقع جهادية وتتضمن إشارات إلى مثل هذه الصلات. وأضاف أنه ومع وجود تنظيم القاعدة في دول قريبة مثل مالي والنيجر والجزائر من السهل على بوكو حرام التواصل معها، مستشهدا في ذلك بوجود إشارات في تصريحات أعضاء مفترضين في بوكو حرام إلى روابط مع متمردين إسلاميين من الشباب في الصومال، كما أفاد بيان على الانترنت يعتقد أن القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي نشرته في الماضي عن وجود روابط مع مجموعة بوكو حرام. ويحذر عدد من المحللين من مؤشرات تفيد احتمال وجود روابط بين جماعة إسلامية عنيفة تنشط في النيجر وجماعات خارجية أبرزها تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، ويثير احتمال وجود هذه العلاقة مخاوف العديد من الدول الغربية خصوصا وأن نيجيريا، الدولة الإفريقية الأكبر من حيث السكان، هي أيضا المنتج الأول للنفط في القارة. وقال الجنرال الأمريكي كارتر هام، قائد القوات الأمريكية في إفريقيا متحدثا لصحافيين أثناء زيارة لنيجيريا إلى وجود روابط بين بوكو حرام ومنظمات متطرفة أخرى في إفريقيا. للإشارة، تعرض مقر منظمة الأممالمتحدة في ابوجا بنجيريا يوم الجمعة الماضي لهجوم انتحاري أسفر عن مقتل 23 على الأقل وإصابة العشرات وتبنى الاعتداء رجل أكد أنه يتحدث باسم جماعة بوكو حرام، في وقت أدانت الجزائر بشدة الاعتداء الإرهابي الذي طال مقر منظمة الأممالمتحدة بأبوجا مجددة قناعتها بأن تعاونا دوليا نشيطا وحده الكفيل بالقضاء على الإرهاب، حيث جاء في بيان لوزارة الخارجية “أن الحكومة الجزائرية قد تلقت ببالغ التأثر الاعتداء الإرهابي الجبان الذي استهدف ممثلية الأممالمتحدة بابوجا والذي خلف العديد من الضحايا و الخسائر المادية المعتبرة”، وأن” الحكومة الجزائرية تدين بشدة هذا العمل الشنيع وتقدم تعازيها الخالصة للحكومة النيجيرية والأممالمتحدة وكذا عائلات الضحايا”.