قال المخرج سمير مفتاح إن مسرحية ''وجه لوجه'' التي تُرفع تكريمًا لروح مؤلفها مرزاق مفلاح، عبارة عن عمل درامي يحاكي عدة قضايا اجتماعية وسياسية، تجسدها ثلاث شخصيات محورية. سيكون عشاق الفن الرابع، في السابع عشر من شهر نوفمبر الجاري، على موعد مع العرض الشرفي لمسرحية ''وجه لوجه'' للمؤلف الراحل مرزاق مفلاح والمخرج سمير مفتاح، وإنتاج الجمعية الثقافية ''مسرح محمد اليزيد''، بالتعاون مع الديوان الوطني للثقافة والإعلام، وذلك بقاعة ''الموفار'' بالعاصمة. تضمّ المسرحية الناطقة باللغة العامية كلاّ من الممثلين يزيد صحراوي (سعدود)، فاطمة شيخ (زوجة سعدود) ومنال بن هلال (عبير)، الذين من شأنهم تحريك أحداث مجموعة من الصراعات الخفية والمعلنة، التي تنطلق من جو عائلي مكهرب، لتتسارع بعدها المجريات عبر نفق مظلم يؤدّي إلى ظهور قضايا آنية تعيشها غالبية المجتمعات العربية، كإسقاط على رياح التغيير التي عصفت مؤخرا ببعض الدول العربية، أو ما يسمى ''الربيع العربي''. وأضاف سمير مفتاح، خلال ندوة صحفية عقدها أمس بقاعة ''الموفار'' بالعاصمة، أن ''وجه لوجه'' هو أول عرض مسرحي جزائري حول ''الربيع العربي''، معقّبا: ''صحيح أنني في البداية لم أكن مقتنعًا بالنص مائة بالمائة، فأنا كنت ومازلت أعارض النصوص التي لا تقدّم شيئا للمجتمع، خاصة الجزائري منه''. وتابع: ''ربما كان نص الراحل مليئًا بالرسائل الاجتماعية السامية، لكنه لم يكن كافيًا بالنسبة إليّ، ما جعلني أضيف إليه بعض الأبعاد السياسية، حتى يتسنى للمتفرج الوقوف عند أبرز المراحل التي مرّت بها الجزائر''. وعن سؤال ''الخبر'' حول إمكانية تصنيف هذا النوع المسرحي ضمن المسرح الاستعجالي، ردّ مفتاح موضحا: ''لست مقتنعًا بما يعرف بالأدب الاستعجالي، فالمسرح لون فني أكثر منه أدبي، وله من الخصوصيات والمقومات ما يجعله فنا قائما بذاته، كما أنني لا أعتقد أنه ثمّة مسرح استعجالي''، مردفا: ''لقد اشتغلنا كثيرا على تقنية الإضاءة، وركزنا على اللون الأسود الذي ينقشع في النهاية ليظهر اللون الأبيض، كدلالة رمزية على التفاؤل الذي يعقب التشاؤم''.