نشط فريق العمل المسرحي ''وجه لوجه'' أمس بقاعة الموقار ندوة صحفية، تناول فيها تفاصيل هذا العمل المسرحي الجديد، الذي يرصد الراهن الجزائري والعربي بعمق. ''وجه لوجه'' تعرض شرفيا مساء هذا الخميس بقاعة الموقار... كتب نص المسرحية الراحل مرزاق مفلاح، وهي من إنتاج الجمعية الثقافية ''مسرح محمد اليزيد''، ''وجه لوجه'' عمل درامي يتناول في موضوعه جملة من القضايا الاجتماعية والسياسية في بعد إنساني راق، حيث تجسد الشخصيات الثلاث العديد من الصراعات الخفية والمعلنة، التي تنطلق في جو عائلي مكهرب ثم تتسارع الأحداث عبر نفق مظلم الى عدة قضايا آنية تعيش جل المجتمعات العربية كغياب الحوار الجاد بين الآباء والأبناء وصراع الأجيال والتعصب والتطرف الناتج عن الفراغ الروحي لجل شباب اليوم، ما يدفع أيادي خفية للتحكم في عقول وقلوب فلذات أكبادنا. مدة العرض ساعة من الزمن. يؤدي الأدوار يزيد صحراوي في دور سعدود الأب وفاطمة شيح في دور رعدة (زوجة الأب) ومنال بن هلاّل في دور عبير (البنت). تعتبر المسرحية تكريما للراحل مرزاق مفلاح وقد تكفل بإنتاجها صندوق الدعم بوزارة الثقافة. في تدخله أشار مخرج المسرحية سمير مفتاح، إلى أنه تعمد وضع لمسته الخاصة على نص المسرحية، أو بمعنى آخر إعطاءها قراءة أخرى، علما أن هذه اللمسة ارتبطت بتقديم الراهن العربي وتعمد توجيه رسالة إلى الشباب لتوخي الحذر من الأيادي الخفية الأجنبية التي تحاول العبث به لتضربه في الصميم. وأشار أيضا إلى استحضار عنصر الأسرة في النص وطرح مشاكلها، كغياب الحوار مما تولد عنه مآس عديدة كالتطرف والانحراف ومتاهات أخرى كثيرة، ليتدخل العرض برسائله التحذيرية قصد تجنيب المجتمع الوقوع في مآس أخرى أو الاستمرار في هذه الآفات مع طرح فكرة التسامح كحل للاستمرار. يقول سمير ''أنا أمارس الكتابة المسرحية منذ سنوات، وبالتالي فإن لقائي الأول مع نص ''وجه لوجه'' كان متواضعا، لأنني في الحقيقة لم أقتنع به، فأنا كنت ولا أزال أعارض النصوص التي لا تقدم شيئا جديدا للمجتمع الجزائري، لكني هذا لا ينفي أن بالنص رسائل اجتماعية سامية لكنها لا تكفي، فأضفت إليها أبعادا سياسية، وتناولت تاريخ الجزائر سنوات الأزمة من خلال فتح عدة نوافذ''. ويضيف سمير ''النص جميل في محتواه وروحه ولم أمسس تسلسله أو بناءه الدرامي، إلا أنني اخترعت صراعات جديدة وحالات درامية أخرى''. الممثل يزيد أكد أن نص ''وجه لوجه'' سلمه المؤلف مرزاق مفلاح قبل وفاته وأودع كمشروع لدى صندوق الدعم، حينها أعطى المؤلف حرية التصرف في النص لأي مخرج يتكفل بالمسرحية. النص مليء بالرموز باعتبار المؤلف كان فنانا تشكيليا، مما جعل طاقم المسرحية يتفق على أسلوب أكثر بساطة. الندوة الصحفية كان فرصة تحدث فيها سمير مفتاح عن تجربته في الإخراج التي بدأت - حسبه - في تظاهرة سنة الجزائر بفرنسا، حيث عمل كمساعد مخرج لبعض المخرجين الفرنسيين (ريشار ديمرسيي، انطوان تويي وغيرهما... كما تم التطرق الى عنصر الإضاءة في العرض والذي وجه (الضوء) الى الفضاء العلوي لخلق عتمة على الخشبة وسرعان ما يتلألأ الضوء الأبيض إيذانا بالفرج.