جاء الرد السوري بشأن التوقيع على بروتوكول زيارة الوفد المراقب، حيث أشار بيان لوزارة الخارجية إلى أن ''سوريا توافق على التوقيع وفق الإطار الذي يستند على الفهم السوري لهذا التعاون''، على حد تعبير الناطق الرسمي باسم الخارجية السورية، جهاد المقدسي. جددت سوريا موقفها المطالب بجملة من الشروط للتوقيع، بداية من رفع تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية، إلى جانب إلغاء العقوبات الاقتصادية والتخلي عن طلب زيارة مخيمات اللاجئين. ورغم تفاؤل الطرف السوري بإمكانية التوصل لتوقيع البروتوكول في غضون الأيام القليلة القادمة، إلا أن الأمين العام للجامعة العربية، نبيل العربي، أكد أن اللجنة العربية قررت فعلا الشروع في تطبيق العقوبات الاقتصادية مع نهاية مهلة الأحد المنصرم، الأمر الذي يجعل مسألة قبول الشروط السورية أمرا صعبا. وبهذا الخصوص، أكد وليد عبدالصمد، عضو في المرصد السوري للدفاع عن حقوق الإنسان بواشنطن، أن ''نظام الأسد لا يعتزم السماح لأي وفد مراقب بالدخول لسوريا، كل ما في الأمر أنه يسعى لربح المزيد من الوقت على حساب مزيد من الضحايا، لأن الشروط التي يطالب بها هي ذاتها لم تتغير، مع العلم أن الجامعة رفضتها أول مرة''، ليضيف في السياق ذاته أنه ''في كل الأحوال القمع الممارس من طرف الجيش بلغ مستوى لا يمكن لأي وفد مراقب أن يسكت عنه، وأي وفد محايد سيزور سوريا سيتأكد من همجية النظام، وعليه لا أعتقد أن النظام جاد في مسألة السماح للوفود المراقبة بالدخول، اللهم إلا إذا تحكم في مسارها ووجهتها وفي هذه الحالة لا معنى لمثل هذا الوفد''. وفي هذه الأثناء، يستمر تدهور الوضع الإنساني في عدد من المدن والقرى السورية التي تعيش حالة من الحصار من طرف الجيش السوري، في الوقت الذي تجددت الاشتباكات في مدينة حمص، حيث أكدت هيئة الثورة السورية مقتل ثلاثة أشخاص من عائلة واحدة، لتصل حصيلة القتلى، أمس، إلى 12 قتيلا على الأقل أغلبهم في مدينة حمص. ميدانيا، دائما، أدان المركز السوري للإعلام وحرية التعبير، اعتقال الإعلامية والناشطة السياسية رزان غزاوي، لمنعها من المشاركة في مؤتمر إعلامي بالعاصمة الأردنية، في الوقت الذي سجل المركز مضايقات لعدد من المنتمين له والعاملين على نشر حقيقة الأوضاع في سوريا. من جانب آخر، وعلى الصعيد الدبلوماسي، جدد البيت الأبيض الأمريكي دعمه لمطالب الشعب السوري بإسقاط النظام، حيث أكد نائب الرئيس جو بايدن أن الولاياتالمتحدةالأمريكية ''بصدد دراسة كيفية مساعدة سوريا إذا أسقطت الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية الرئيس بشار الأسد''. في غضون ذلك قام الجيش السوري بمناورات عسكرية لأول مرة، في تأكيد على استعداده لأي هجوم أجنبي محتمل.