تواصل المظاهرات من أجل نزع سلاح المليشيات أعلن الجنرال هام كارتر، رئيس قيادة ''أفريكوم'' عن مباحثات جارية مع الليبيين من أجل إعادة بناء الجيش الليبي المفكك، في وقت تعيش العاصمة طرابلس على وقع المظاهرات المتواصلة للمطالبة بوضع السلاح الذي أصبح يشكل مشكلة عويصة أمام الحكام الجدد في ليبيا. يزور كل من الشيخ يوسف القرضاوي ورئيس حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي ليبيا للمساهمة في إرساء المصالحة بين الليبيين. قال الجنرال هام كارتر، لصحيفة ''يو أس أي توداي''.. ''إننا نبحث عن السبل التي تمكننا من مساعدة ليبيا'' على تشكيل جيش وطني. وأوضح أن المناقشات ''لم تصل بعد إلى مستوى الاتفاق على تعاون محدد''، لكن شكل التعاون لن يرق إلى مستوى حجم الجهود التي بذلت في العراق وأفغانستان. وأشار إلى إمكانية تكوين ''بعض الضباط الليبيين في الكليات العسكرية الأمريكية'' وبيع معدات عسكرية لليبيا. وكان الجيش الليبي -قبل تفكيكه- يقدر بين 50 و130 ألف جندي. وكان يمتلك أكثر من 4000 دبابة و400 طائرة حربية. وقد اختفت حوالي 20 ألف قطعة صاروخية أرض-جو، سقطت في أيدي المليشيات والجماعات المسلحة. من جهة أخرى، وصل الشيخ يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين، أمس إلى ليبيا في طائرة خاصة رفقة كوكبة من العلماء، من بينهم عبد السلام البسيوني وأكرم كساب من مصر، وعبد الغفار عزيز من باكستان، وعصام البشير من السودان، وخالد المذكور من الكويت، وعبد الرحمن آل محمود وعلى المحمدي من قطر. وسيؤم الشيخ القرضاوي صلاة الجمعة اليوم ببنغازي، وقد يدعو خلال الخطبة الفصائل الليبية المسلحة إلى وضع السلاح. كما يقوم راشد الغنوشي، رئيس حزب النهضة التونسية بزيارة إلى ليبيا، وتدوم الزيارة أربعة أيام، يُعقد خلالها مؤتمر المصالحة بين فصائل الثورة الليبية. وتأتي الزيارة في مرحلة حاسمة من تاريخ ليبيا الجديد، وقد تبين عجز السلطة الانتقالية في إقناع المسلحين بالعودة إلى بيوتهم وإنهاء حالة الفوضى التي عمت في البلد منذ سقوط نظام العقيد القذافي. ونظرا لخطورة الوضع مع انتشار المليشيات المسلحة في طرابلس، خرج المواطنون في مظاهرات بشوارع العاصمة مطالبين عناصر المليشيات بالعودة إلى بيوتهم وإخلاء الشوارع من مظاهر الفوضى. وقد استقر البعض منهم في البنايات الرسمية والسكنات التابعة للنظام السابق، بينما يقبع البعض الآخر في نقط التفتيش والمطار والموانئ وشركة البترول. وقال أحد أباطرة الحرب في تصريح للوكالة الفرنسية ''البعض منهم دفع مبلغ 1220 دولارا لشراء السلاح، كيف يمكن إقناعه بالعودة؟ ولم تقدم لنا الحكومة أي ضمان''. وكان وزير الداخلية قد أعلن إدماج 50 ألف من المليشيات في صفوف الجيش وقوات الأمن، دون تحديد جدول زمني لذلك. وأمام هذا الوضع، قام سكان طرابلس بغلق الشوارع سعيا منهم لمنع المليشيات من دخول المدينة. بينما أمهلتهم الحكومة إلى غاية 20 من الشهر الجاري لمغادرة العاصمة والعودة إلى مدنهم الأصلية. مسلحو مصراتة يشرعون في اختيار قيادتهم الموحدة وحسب تقرير صحفي أعدته وكالة ''رويترز''، يوجد بمصراتة وحدها حوالي 200 وحدة، وتمتلك كل الكتائب عددا من المخازن للسلاح في أماكن مختلفة. وأحصى التقرير الذي أنجز بعد معاينة بعض مخازن مصراتة 38 دبابة، و9 مدافع آلية، و16 مدفعا ميدانيا، و536 صاروخا ''غراد''، و13 قاذفة صواريخ ''غراد''، محمولة من صنع روسي، و2480 قذيفة ''مورتر''، و202 قذيفة مدفعية. وأحصي كذلك 21 منصة صواريخ نزعت من مروحيات، و10 صناديق من رؤوس حربية لصواريخ مضادة للدبابات من صنع فرنسي، و18 حاوية شحن تحمل ذخيرة حية. وكانت كتائب مصراتة قد سلمت 500 قطعة من الأسلحة الخفيفة لوزارة الداخلية في أكتوبر الماضي، طبقا لتقرير الأممالمتحدة. وفي غياب سلطة عسكرية مركزية، شكلت كتائب مصراتة، حسب نفس المصدر، ثلاث وحدات من الجيش، وشرعت في اختيار القيادة لضمها فيما بعد إلى الجيش الليبي.