8 ملايين مقابل عملية لإسقاط الجنين كشفت حادثة موت فتاة وصلت إلى مستشفى باينام بباب الوادي جثة هامدة، بعد تعرضها لنزيف دموي حاد نتيجة لإخضاعها إلى عملية إجهاض، تورط ممرض وزوجته القابلة المتقاعدين في جعل بيتهما بأعالي بوزريعة بمثابة عيادة سرية مهمتها إجهاض الفتيات بمشاركة ابنتيهما. القضية التي كشفت أوراقها الفرقة الجنائية بالمقاطعة الغربية للشرطة القضائية، راحت ضحيتها الشابة ''م.ح''، 20 سنة، التي حملت من علاقة غير شرعية مع خطيبها ''م.م''، ولأن علامات الحمل في الشهر الرابع بدأت تظهر عليها بحثت وخطيبها عن طريقة لإجهاض الجنين درءا للفضيحة. وتحصل خطيب الفتاة في البداية على حبوب خاصة بالإجهاض من امرأة تنشط في الدعارة مقابل 5000دج للقرص الواحد، غير أنها لم تف بالغرض، فكان لابد من إخضاعها لعملية إجهاض، فدلته المرأة التي ابتاع منها الحبوب على ممرض يشتغل بمستشفى القبة، وهو المدعو ''م.ك''، أخبرته أنه هو من يموّنها بالحبوب. وبالفعل التقى ''م.م'' بالممرض ''م.ك'' الذي أكّد له أنه يعرف من سينهي مشكلته في وقت قصير، وعرّفه على ممرض متقاعد كان زميلا سابقا له في مستشفى القبة، وهو المدعو ''ح.م'' 61 سنة يقيم بفيلا في بوزريعة يظهر عليه الوقار والالتزام، حيث أنه ملتح وترتدي زوجته وبناته اللباس الشرعي. وعندما عرض ''م.م'' مشكلة خطيبته على الممرض المتقاعد، عبّر هذا الأخير عن استعداده لحل مشكلته مقابل 8 ملايين سنتيم، وطلب منه إحضار خطيبته إلى بيته بأعالي بوزريعة لتتكفل بمهمة إجهاضها زوجته ''م.ز'' -وهي ممرضة متقاعدة بمستشفى القبة- بمساعدة ابنتيهما ''ح.س'' و''ح.ح'' وأقنعه بأن تبيت الضحية ليلتها في بيته لمراقبتها بعد العملية والتكفل بها جيدا حتى تغادر وهي في كامل عافيتها دون أن تظهر عليها آثار الإجهاض، وهو ما كان، حيث نقل ''م.م'' خطيبته إلى بيت الممرض المجهّز بغرفة خاصة للقيام بمثل هذه العمليات، وتم إخضاعها للعملية كما كان متفقا عليه، قبل أن يتلقى خطيب الضحية اتصالا صباح اليوم التالي من الممرض الذي طلب منه المجيء إلى بيته في أسرع وقت لنقل خطيبته إلى المستشفى بسبب معاناتها من مضاعفات الإجهاض وتعرضها للإغماء. وتنقّلا كلاهما ومعهما الضحية إلى مستشفى باينام، أين أظهرت الفحوصات الطبية أن الضحية وصلت ميتة لمعاناتها من نزيف دموي حاد بعد عملية إجهاض عنيفة لطفل في شهره الرابع، ليتم توقيف خطيب الضحية، فيما لاذ الممرض بالفرار، قبل أن يتم توقيفه في بيته، فيما لم يظهر أي أثر لزوجته وبناته. ولم يكن أمام الجاني فرصة للإنكار أمام وجود الأدلة، حيث أظهرت عملية تفتيش بيته عن غرفة خاصة مجهزة بكامل العتاد الطبي لإجراء عمليات الإجهاض، كما عثر في قبو أسفل البيت على كمية معتبرة من الأدوية الخاصة بالإجهاض والمصل ''السيروم''. الفضيحة التي كشفت وجها آخر للجاني الذي كان يظهر الإلتزام لدرء الشبهات، شكّلت صدمة بالنسبة لجيران الجاني والمقرّبين منه، خاصة وأنه كان يعتبر في الحي مثالا للخلق الطيّب والسمعة الطيبة. ووجهت للممرض المتقاعد لدى مثوله أمام قاضي التحقيق بمحكمة بئر مراد رايس تهمة القتل العمدي وتكوين جماعة أشرار، فيما توبع خطيب الضحية بتهمة المشاركة في القتل، في الوقت الذي لايزال البحث جار عن زوجة الجاني وبناته، وكذا ''م.ك'' الممرض بمستشفى القبة، وتم إيداع الموقوفين الحبس المؤقت، في انتظار المحاكمة التي ستكشف بالتأكيد عن ضلوع المتهم الرئيسي في عدة جرائم وعمليات إجهاض.