ناصر جيجلي ل''الخبر'': طالبنا الوصاية بآليات لفض النزاعات ومحاسبة رؤساء المصالح أثارت قضية طرد أطباء وعمال لرئيس مصلحة التوليد بمستشفى بارني، قضية مسكوتا عنها في قطاع الصحة وهي نفوذ رؤساء المصالح الاستشفائية، الذين يعتبرون الآمر الناهي في المستشفيات ولا يجرؤ أحد على انتقادهم. ''تمرد'' عمال مستشفى بارني، يعد سابقة في قطاع الصحة، فالحالات التي واجه فيها رؤساء مصالح نفس الأمر نادرة جدا، حيث يقول مصدر طبي، رفض الكشف عن هويته ''الحركة الاحتجاجية بمستشفى بارني تشير إلى أن العلاقة بين الرئيس ومرؤوسيه بلغت نقطة اللارجوع، فالأطباء المقيمون والداخليون باحتجاجهم غامروا بحكم أن رئيس المصلحة المعني مسؤول عن تقييم مسارهم الدراسي''. وقال المتحدث ''كسر جدار الصمت عبر الحركات الاحتجاجية التي عرفها القطاع، خاصة إضراب المقيمين، أدى إلى تكسير بعض الطابوهات، أهمها نفوذ رؤساء المصالح المتعاظم، فمنذ عشرات السنين ونحن نسمع بانتقادات إلى كل أسلاك القطاع وإلى كل أصناف الأطباء إلا رؤساء المصالح رغم أنهم الحلقة الأهم في المستشفيات، فلماذا هذا الصمت؟''، فمن غير المستبعد، أن يتم تسجيل حالات تمرد أخرى، ليقول محدثنا ''ما جرى بمصلحة التوليد ببارني، والذي أدى للمطالبة برحيل البروفيسور، ليس قضية معزولة، فنفس الممارسات التي أدت إلى انتفاضة بارني توجد في العديد من المصالح الأخرى''. وألح المتحدث على التأكيد ''بالطبع لا يجب التعميم، فبعض رؤساء المصالح يؤدون واجبهم على أكمل وجه، لكن الكثير أيضا يقومون بممارسات يجب أن تضع لها الوزارة حدا''. وهنا استدل قائلا ''توجد حاليا وحدة في مصلحة أمراض الأنف والحنجرة في مستشفى بالعاصمة، مغلقة والسبب أن رئيس المصلحة ينتظر تخرج ابنه من إحدى الكليات الباريسية لينصبه عليها، رغم أن القانون يمنع فتح مناصب للأطباء الذين يتكونون في الخارج''. ولمعرفة رأيه اتصلنا بالبروفيسور ناصر جيجلي، الأمين العام لنقابة الأساتذة والأساتذة المحاضرين، فقال ''دون الخوض في حالة معينة، أقول إننا كنقابة طلبنا من الوزارة استحداث آليات كلجنة متساوية الأعضاء لفض النزاعات التي قد تحدث بين رئيس مصلحة وباقي عمالها، لتكون طريقة لبسط عدالة على مستوى المؤسسات الاستشفائية، كما طالبنا الوزارة بمحاسبة رؤساء المصالح للسهر على قيامهم بعملهم، من خلال ما يقوم به كل رئيس مصلحة في إطار التكوين ونشر الدراسات العلمية''. وأضاف ''فعلا هناك عناصر يعتبرون وسمة عار على المهنة، لكن يجب أن لا نعمم فهناك رؤساء مصالح يقومون بعملهم على أتم وجه، وأحيانا في ظروف صعبة''.