تصوير/ أوينس أوبعيش اضطرت بعض المستشفيات في شرق العاصمة والمدن الداخلية بالوطن كمستشفى الثنية وعين طاية والرويبة إلى إلغاء المناوبة الليلية بعدد من المصالح الاستشفائية الحساسة، وفي مقدمتها مصلحة التوليد، نتيجة لنقص عدد الأطباء الاختصاصيين وأطباء الإنعاش والتخدير، حيث تُحوّل الحالات الاستعجالية إلى مستشفيات المدن الكبرى. * وأوضح أطباء بمستشفى الرويبة وعين طاية التقت بهم "الشروق اليومي" مؤخرا خلال جولة استطلاعية أن الضغط الكبير بمستشفيات شرق العاصمة نتيجة لعدم تكافؤ الطاقة الاستيعابية للمستشفيات وعدد المرضى المتزايد، خاصة في مصلحة التوليد، تستوجب حالات الولادة الأولى والسيدات المتقدمات في السن وجود اختصاصي في التوليد لمتابعة العملية والتدخل في حال حدوث أي تعقيد، حيث من المستحيل أن تستقبل أي حالة خطرة بمستشفيي الرويبة وعين طاية للنقص المحسوس في عدد الأطباء الاختصاصيين وأطباء التخدير والإنعاش * كما زادت أشغال الترميم بمصلحة التوليد بمستشفى نفيسة حمود (بارني سابقا) التي تشهد أشغال ترميم منذ شهر ماي الفارط من حدة الضغط في استقبال الحالات المستعجلة بالعيادة العمومية للأمومة والطفولة بجسر قسنطينة رغم أن ما كشفته الطبيبة المختصة في التوليد والعمليات القيصرية بالعيادة الدكتورة "ل. س": "إمكانيات العيادة أقل بكثير من إمكانيات أي مستشفى، ورغم ذلك فإننا نستقبل حالات مستشفى بارني كاملة بالإضافة إلى حالات أخرى من مستشفيات داخلية يتعذر متابعتها لغياب المناوبة الليلية بهذه المستشفيات أو قلة الإمكانيات في غرفة العمليات وغرف الإنعاش والتخدير" وأردفت المتحدثة "يستحيل أن نستقبل أكثر من ست حالات ولادة استعجالية وبحاجة إلى عملية قيصرية في اليوم الواحد حيث لا تتوفر غرفة ما بعد العمليات (غرف الإنعاش والتخدير) إلا على ستة أسرة، ويجب أن تبقى الحالة التي أجريت لها العملية على الأقل 24 ساعة، حيث كل الحالات المستعجلة بعد الحالة السادسة تحول إلى مستشفيات أخرى رغم ما يشكله عامل الوقت والتنقل من خطر على حياة الأم وجنينها". * كما سجّلت مؤخرا حالة وضع سيدة لجنينها بسيارة وهي تتنقل من مستشفى لآخر، حيث حُولت من مستشفى عين طاية إلى مستشفى نفيسة حمود بحسين داي دون سيارة إسعاف، لتحوّل مرة أخرى بعد معاينتها إلى مستشفى القبة، ومن ثَم إلى مستشفى بني مسوس بعد أن تدخل أحد معارف العائلة وتوّسط لها من أجل إيجاد سرير بمستشفى بني مسوس، إلا أنها وضعت حملها في ظروف سيئة جدا في السيارة قبل وصولها إلى المستشفى، ما سبب لها تعفنا وتعقيدات خطيرة.