أبقى أعضاء مجلس شورى حركة مجتمع السلم على حالة ''الترقب'' بشأن قرار الانسحاب أو عدمه من التحالف الرئاسي، والمنتظر حسمه اليوم، غير أن الكلمات التي ألقاها رئيس الحركة ورئيس مجلسها الشوري أعطت الانطباع أن الحركة لن تخرج من تحالف ''ميّت''. حذر رئيس حركة مجتمع السلم، أبو جرة سلطاني، من ''ثورة شعبية محتملة كتلك التي شهدتها الجزائر في جانفي 2010، في حال استمرت السلطة في الأخطاء السياسية وطرح إصلاحات محكومة بعقلية حالة الطوارئ. وقال سلطاني في كلمة افتتاحية ألقاها في دورة مجلس شورى بالعاصمة أمس، أن المبررات والدوافع التي أفضت إلى احتجاجات الزيت والسكر في جانفي الماضي مازالت واقعة في البلد، ''أن انتفاضة الزيت والسكر يمكن أن تتكرر، لأن الظروف مازالت موجودة والسياسة أخطأت في علاجها''، وأضاف أن ''الوضع في الجزائر لم يعد قابلا لمزيد من الأخطاء، لأن الشعب سدد أخطاء النظام مرتين في أكتوبر 1988 وأخطاء الديمقراطية والفوضى التي كلفت البلاد مأساة وطنية، مشيرا في هذا السابق إلى أن السلطة طرحت إصلاحات محكومة بعقلية حالة الطوارئ. واعترف سلطاني ب''التبعات السلبية لازدواجية خطاب الحركة التي مارست النقد الذاتي، ووصلت إلى قناعة بضرورة التحرر من ازدواجية خطابها الذي لم يعد يقنع الشارع والمناضلين''، واعتبر أن ''الخدمات التي قدمتها الحركة للدولة والشعب منذ المأساة الوطنية بلغت حدها التاريخي، والمعطيات الجديدة تفرض على الحركة مراجعة مسارها السياسي في سنة 2012 التي ستكون سنة للتنافس وليس للتحالف''، مشيرا إلى أن ''التحالف في حالة جمود وشركاؤنا فيه رفضوا كل مبادرة لتطويره إلى شراكة سياسية حقيقية''. وأكد سلطاني أن الحركة ''لن تكون ضحية في التشريعيات المقبلة''، وبدا واثقا من أن حمس ''ستلعب الأدوار المتقدمة وستراهن على المراتب الأولى في التشريعيات''، ودعا إلى جبهة وطنية ضد التزوير. وشدد سلطاني على أنه ''إذا لم تأت الانتخابات بالتغيير المنشود فسنمر إلى السرعة الخامسة''، ودعا القضاة إلى ''تحمّل مسؤولياتهم التاريخية والأخلاقية في منع التزوير في الانتخابات المقبلة''. واعتبر الاحتفال بخمسينية الاستقلال ''فرصة مناسبة للمرور من الشرعية الثورية إلى الشرعية الشعبية تحت شعار الجزائر حررها الجميع ويحكمها الجميع''. من جانبه قال رئيس مجلس شورى حمس، عبد الرحمن سعيدي، إن دورة المجلس ستناقش كل الملفات السياسية بما فيها قضية التحالف الرئاسي ولائحة تشكيل لجنة الترشيحات، مشيرا إلى أن ''بعض الأطراف السياسية تراهن على ما تقرره دورة المجلس هذه، التي تحبس الأنفاس، لكننا نريدها أن تبعث الأنفاس''، وقال إن ''هذه الدورة رافقها حبر كثير بعضه فيه من الحقد والسموم ما فيه، وبعضه فيه النصيحة وتعاملنا معه بمسؤولية''.