المجموعة الدولية مصدومة أمام مجزرة حماة و الأسد يهنئ الجيش أثارت المجزرة التي ارتكبها الجيش السوري في أغلب المدن السورية، والتي أوقعت أول أمس ما لا يقل عن 136 قتيلا، أغلبهم في مدينة حماة المحاصرة بالدبابات موجة واسعة من الإدانات الدولية، في الوقت الذي سمح فيه الرئيس بشار الأسد لنفسه بتهنئة جيشه، و تشبث مجددا بأطروحة المؤامرة التي تستهدف سوريا. ووصف الرئيس الأمريكي باراك أوباما أعمال العنف في سوريا ب"المروعة" متوعدا بتصعيد الضغوط على نظام الرئيس بشار الأسد وعزله دوليا. وفي بيان له، وصف أوباما المتظاهرين الذين خرجوا الى الشوارع بأنهم "شجعان"، وقال إن سوريا "ستكون أفضل في حال حدوث انتقال ديمقراطي". من جانبه، أدان الأمين العام الأممي بان كي مون بشدة باستخدام القوة ضد السكان المدنيين، طالبا من الحكومة السورية الوقف الفوري لهذا الهجوم العنيف، مذكرا في ذات السياق النظام بدمشق بأنه مسؤول عن كل أعمال العنف التي ترتكب ضد السكان المدنيين. و في بروكسل قالت رئيسة الدبلوماسية الأوروبية أنها صدمت في أعقاب الهجوم العسكري غير المبرر على مدينة حماة. وبعد أن أشارت إلى أن أعمال العنف هذه جاءت عشية رمضان، أكدت لى أن دور الجيش هو حماية السكان وليس تقتيلهم. ودعت ألمانيا، التي كانت تتولى الرئاسة الدورية لمجلس الأمن الدولي، رسميا إلى أول أمس إلى عقد اجتماع طارئ للمجلس كما أعلن متحدث رسمي. وانتهت ولاية ألمانيا في رئاسة مجلس الأمن أول أمس، واعتبارا من أمس الاثنين أصبحت الهند الرئيسة الدورية للمجلس وبالتالي سيعود إليها أمر تحديد جدول أعماله. كما دعا وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني بدوره إلى اجتماع عاجل لمجلس الأمن بخصوص هذه المجزرة. و شجبت كل من كندا و هولندا بقوة سفك الجيش السوري لدماء المدنيين و دعت هذه الأخيرة مجلس الأمن إلى تبني لائحة تدين هذه المجزرة. وندد وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبي بأحداث القمع معتبرا أنها "غير مقبولة، خصوصا عشية شهر رمضان". وقال جوبي في تصريح إن فرنسا "تبدي قلقها البالغ حيال العمليات التي يقوم بها الجيش اليوم في حماة ودير الزور والبوكمال والتي أفيد أنها أوقعت حتى الآن أكثر من مئة ضحية". وأضاف "على المسؤولين السياسيين والعسكريين والأمنيين السوريين أن يعلموا أكثر من أي وقت مضى أنهم سيحاسبون على أفعالهم". وأكد "أن فرنسا تود أكثر من أي وقت مضى في هذه الظروف المروعة أن يتحمل مجلس الأمن الدولي مسؤولياته ويعلن موقفه بشكل قوي وواضح. من جانبها دعت تركيا الحكومة السورية إلى وقف الهجمات القاتلة على المدنيين واستخدام السبل السلمية لإنهاء الاضطرابات. وقالت وزارة الخارجية في بيان نشرته وكالة الأناضول للأنباء إن "تركيا تكرر مرة أخرى دعوتها الحكومة السورية الى وقف العمليات (العسكرية) واختيار السبل السياسية والحوار والمبادرات السلمية للتوصل إلى حل". وأضافت أنه "فيما تتوقع تركيا من سوريا العمل لإحلال جو سلمي خلال شهر رمضان المبارك، فإنها وكل العالم الإسلامي، تشعر بالحزن الشديد وخيبة الأمل جراء التطورات الحالية عشية شهر رمضان". و من المفارقات الغريبة، أن الأسد في الكلمة التي وجهها أمس لقواته المسلحة، تجاهل تماما ما جرى في حماة على وجه الخصوص، وقدم تهانيه للجيش، بعد أن قال أن سوريا "ستخرج من الأزمة التي تعيشها حالياً أشد قوة وأكثر حضوراً وفاعلية إقليمياً ودولياً, مشدداً على أن الإصلاح الشامل لن يتوقف رغم كل ما سُخر ويُسَخر من طاقات بهدف تمزيق البلاد"، على حد تعبيره. و أضاف بأنه على "ثقة مطلقة بإسقاط ما سمّاه الفصل الجديد من المؤامرة التي نسجت خيوطها بدقة وإحكام بهدف تفتيت سوريا تمهيداً لتفتيت المنطقة برمتها الى دويلات متناحرة". و أمام ما يجري استبعد وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أمس التدخل العسكري في سوريا، وقال إن بريطانيا تريد ضغطا دوليا أقوى على سوريا بما في ذلك من الدول العربية بسبب سحقها للمحتجين إلا أنه استبعد التدخل العسكري. وقال في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) "نريد المزيد من العقوبات،نريد أن يكون هناك ضغط دولي أقوى من كل الجهات. وبالطبع لكي يكون فعالا لا يمكن أن يكون الضغط من الدول الغربية فقط وإنما يشمل أيضا الدول العربية وتركيا". وتابع إن السعي لاتخاذ إجراء عسكري ضد سوريا حتى بتفويض من الأممالمتحدة "احتمال مستبعد". و بشأن تداعيات هذه الأحداث الدامية على النظام السوري،استبعدت المخابرات الألمانية حدوث تغيير في السلطة في الوقت الراهن وذلك على الرغم من استمرار الاضطرابات على مدار الأسابيع الماضية. وفي حديث مع صحيفة (تاغس شبيغل) الألمانية الصادرة أمس قال إرنست أورلاو رئيس جهاز المخابرات الألمانية :"لا أرى أن هذا الوضع سيؤدي إلى تغير في نظام الحكم". وأعرب أورلاو عن اعتقاده بأن الأقلية العلوية الحاكمة في دمشق وعلى رأسها عشيرة الرئيس بشار الأسد لن تتخلى عن مناصبها. وأضاف رئيس المخابرات الألمانية إن عشيرة الأسد تحاول شق صفوف المعارضة من خلال عروض مثل نظام التعددية الحزبية والانتخابات. ويرى أورلاو أن المعارضة نفسها تبدو "ليست موحدة بالقدر الذي يمكنها من فرض تغيير في نظام الحكم". محمد.م