وقعت سوريا مساء أمس في القاهرة بروتوكول المبادرة العربية، في وقت اعتبر فيه عبد الحليم خدام النائب السابق للرئيس السوري أن المبادرة تسير »في طريق مسدود«، وطالب بإحالة الملف السوري إلى مجلس الأمن الدولي. وقد حل نائب وزير الخارجية السوري فيصل مقداد بالقاهرة ظهر أمس قبل أن يوقع على البروتوكول الذي يحدد الإطار القانوني ومهام بعثة المراقبين العرب التي قررت الجامعة العربية إرسالها إلى هذا البلد. وتأتي هذا التطورات غداة التفاؤل الذي طبع تصريحات عدد من المسؤولين العرب حول إمكانية موافقة دمشق على المبادرة العربية بعد عدة أسابيع من التسويف وفي ظل استمرار حملة القمع، إذ أفادت الهيئة العامة للثورة السورية بأن سبعة أشخاص قتلوا برصاص قوات الأمن ومن يعرفون بالشبيحة, ثلاثة منهم في حمص. كما ذكرت لجان التنسيق أن القوات السورية تشنّ حملة عسكرية واسعة في جبل الزاوية في إدلب وتقتحم بلدة القورية في دير الزور. ومن جهة أخرى قال عبد الحليم خدام النائب السابق لرئيس الجمهورية في سوريا، إن مبادرات الجامعة العربية بشأن سوريا تسير في »طريق مسدود«. وأضاف في تصريحات صحفية نشرت أمس أن المبادرة العراقية أمام الجامعة العربية هي مبادرة إيرانية، وأن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي »غير مؤهل« لأي مبادرة. وقال خدام، الذي كان قد أعلن انشقاقه عن نظام الرئيس بشار الأسد في ديسمبر 2005 بعد أن تدهورت علاقته بالأخير، إن المجتمع الدولي يتحمل المسؤولية في تردده إزاء اتخاذ قرار باستخدام القوة العسكرية لإنقاذ الشعب السوري، وفي نفس الوقت طالب الجامعة العربية بأن تقرر إسقاط النظام السوري وإحالة الملف إلى مجلس الأمن. وحول التدخل العسكري، قال خدام »يمكن التدخل عسكريا في سوريا على غرار ما حدث في يوغوسلافيا وساحل العاج«، وأشار في رسالة وجهها إلى المعارضة قائلا إن »هناك فرقا بين إسقاط النظام وإسقاط الدولة«، وأضاف أن الثغرة الكبرى في المعارضة السورية تتمثل في انقساماتها وتعنت أطرافها وهو ما سيحفز العسكريين على استعادة السلطة، حسب تعبيره.