تسببت ندرة غاز البوتان بولاية تيبازة وتزايد الطلب عليها نتيجة برودة الطقس، في ارتفاع سعر القارورة الواحدة إلى 900 دينار بعاصمة الولاية وعلى بعد بضعة أمتار عن نقطة بيعها التابعة لشركة نفطال، ولم تجد العائلات المحرومة من غاز المدينة بدا من الرضوخ لابتزاز المضاربين. شهدت مختلف نقاط ومحلات بيع قارورات غاز البوتان بالولاية، أمس، نفادا كليا بعد انقضاء المادة منذ أمسية أول أمس. وتواصل أمس الضغط على نقاط البيع بسبب الطوابير الطويلة التي شكلها المواطنون، في انتظار الحصول على قارورة غاز لاستخدامها في التدفئة والطهي، نتيجة استنفاد وحدات نفطال كل مخزونها. وأمام اتساع الطلب على المادة، وجد بعض المضاربين الفرصة في رفع الأسعار لمستويات قياسية وارتفع سعر القارورة الواحدة بحجوط إلى 600 دينار منذ أول أمس، لتصل إلى 900 دينار على بعد أمتار من وحدة تيبازة، حيث لجأ بعض أبناء الحي الجديد ببلدية تيبازة إلى اقتنائها من الوحدة ب200 دينار وبيعها بالسعر المذكور. وشهدت وحدة تيبازة، صبيحة أمس، طوابير طويلة من السيارات المحملة بالقارورات الفارغة، تشكلت على طول الطريق الوطني رقم 11، ولم يتمكن المواطنون من اقتناء المادة بسبب تواجد مستودع الغاز مقفلا لنفاد المخزون منذ أول أمس، ورغم ذلك رفض مشكلو الطابور مغادرة المكان رغم إعلامهم من طرف أعوان الوحدة المكلفين ببيع المادة، بأن الأخيرة غير متوفرة ومن غير المؤكد أن تصل اليوم إلى الولاية، بعد توجه شاحنات التعبئة بالمادة الأولية، منذ أول أمس، نحو أرزيو لجلبها، كما استنكر أعوان الوحدة لجوء المضاربين لبيع قارورات الغاز بالأسعار الخيالية التي أضرت بمصلحة المواطن. ولم يجد المضاربون، أمس، أمام نفاد كل المخزون بالولاية ما يبيعونه، فيما تشكلت طوابير لا متناهية من المواطنين الباحثين عن قارورات الغاز أمام الوحدة الرئيسية لنفطال بحجوط دون جدوى، ولوحظ تواجد مكثف للشباب البطال في مقدمة الطوابير بهدف إخراج القارورات وبيعها في السوق السوداء، وأشار مواطنون في حديثهم ل''الخبر'' إلى أن بعض المضاربين ألهبوا سعر القارورة فوق 1000 دينار للوحدة. يحدث ذلك في وقت شهدت ولاية تيبازة توافدا من مختلف الولايات المجاورة، منها الشلف وعين الدفلى وخاصة المدية، بهدف التمون بالغاز وإعادة بيعه في السوق السوداء، مستغلين موجة البرد، ما أحدث الأزمة التي يدفع ثمنها المواطن المغلوب على أمره، خاصة بالأحياء السكنية التي لم يتم تزويدها بالغاز الطبيعي، رغم استنجاد سكانها بالسلطات. تيبازة: ب. سليم الخطأ بديوان الأرصاد الجوية غير مسموح تنقلات الرئيس والوزراء مرهونة بنشرية حول الطقس زادت التغيرات الجوية الأخيرة من مهام الديوان الوطني للأرصاد الجوية، حيث أصبح اهتمام كل الجزائريين منصبا على النشريات التي يقدمها بين الحين والآخر، ليتضح أن هذا الأخير يزوّد كل الهيئات بآخر المعلومات حول تغيرات الطقس، لدرجة أن رئيس الجمهورية ووزراء حكومته لا يتنقلون لأي ولاية أو بلد، قبل حصولهم على ضمانات من هذا الأخير بعدم حدوث أي طارئ مناخي. ضاعف مهندسو الأرصاد الجوية وكعادتهم، بعد الاضطرابات الجوية التي شملت معظم مناطق الوطن، منذ الخميس الماضي، من عمليات الترصد وتقديم المعلومات آنيا لكل الهيئات، لتفادي المغامرة خاصة على مستوى المطارات والموانئ. وحسب ما ذكره رئيس مصلحة التنبؤات بالديوان الوطني للأرصاد الجوية، بوعلام خليف، ل''الخبر''، فإن المهندسين يتأهبون دائما لترقب حالة الجو، خاصة عندما تحدث متغيرات طارئة مثل التي تمر بها البلاد حاليا، سواء المتواجدين بمقر الديوان بالعاصمة أو حتى المتموقعين في مراكز عبر الولايات. وبحكم أن العمل بالديوان يقوم على المناوبة، فإن عملية الترقب من داخل الديوان تتم عبر أفواج يترأس كل فوج مهندس رئيسي ومعه مهندسون وتقنيون، يلتحقون صباحا في حدود الثامنة صباحا ولا يغادرونها إلا في السادسة مساء، لتخلفهم بعدها أفواج أخرى تواصل عملها إلى غاية الساعة الثامنة صباحا من اليوم الموالي، ليكون بذلك عمل الديوان متواصلا طيلة 24 ساعة، بهدف متابعة أدق التفاصيل في المتغيرات الجوية التي قد تحدث الاستثناء في أي لحظة، وعلى كل رئيس فرقة أن يقدم تقريره بعد كل ثلاث ساعات، على أن يتم الإعلان عن أي طارئ فورا، وليس للجهات المعنية داخل الوطن فحسب بل حتى لمختلف دول العالم التي تجمعها بالجزائر اتفاقيات لتبادل المعلومات. وعن الهيئات التي يزوّدها الديوان بالمعلومات أشار خليف إلى أن مختلف الهيئات الفلاحية، الاتصالات، الموانئ، المطارات وحتى المواطنين العاديين، وهنا أشار إلى أن الاتصالات داخل الديوان شبيهة بخلية نحل، لأنها لا تتوقف على مدار اليوم، وهم ملزمون بتقديم كل المعلومات المتوفرة، لدرجة، حسبه، أن البحارة أحيانا يغامرون بالدخول إلى البحر وعندما يشعرون بخطورة الوضع يتصلون بهم لأخذ نصائح منهم عن الوجهات الواجب سلكها تفاديا للمخاطر، وهو ما يحدث هذه الأيام، والأمر نفسه بالنسبة للمطارات، حيث يتصل بهم المسؤولون عبرها بشكل دوري للحصول على أدق المعلومات قبل إلغاء الرحلات. كما تتعامل مختلف الوزارات وحتى رئاسة الجمهورية بشكل مباشر مع الديوان، للحصول على آخر التوقعات، حيث لا يتنقل الرئيس أو أحد من وزراء حكومته داخل أو خارج البلاد، إلا بعد تطمينات باستقرار الوضع الجوي، وحتى الأحزاب السياسية تطلب توقعات الديوان قبل تنظيم نشاطاتها عبر الولايات، ناهيك عن النشرات اليومية لمصالح الدرك والأمن الوطنيين والحماية المدنية وهم بذلك، حسب رئيس مصلحة التنبؤات، يقدمون خدمة عمومية بشكل يومي لمختلف شرائح المجتمع لأخذ الحيطة والحذر، في الوقت الذي تعتبر المعلومة ''مقدسة'' وتحمّل كل مهندس مسؤولية ثقيلة، لأن الخطأ قد يكلفهم عقوبة تختلف في نوعية الخطأ ومخلفاته. الجزائر: رشيدة دبوب البرك المائية عطلت حركة المرور ببعض المقاطع الأمطار والثلوج تكشف عيوب إنجاز مشروع القرن قال رئيس نادي المخاطر الكبرى، عبد الكريم شلغوم، إن الإدارة في الجزائر مازالت تستعين بتقنيات قديمة، مستوحاة من قانون العمران الفرنسي، في إنجاز المنشآت الفنية (سدود، جسور، طرقات..) دون مراعاة الخصوصية الجيولوجية للتربة في بلادنا. وأشار إلى أن سد بني هارون يفتقد إلى غاية اليوم لمعايير الوقاية والأمان، لأن مشكل انجراف التربة وتصدع الجدران مازال مطروحا. وأوضح البروفيسور شلغوم، في اتصال مع ''الخبر''، أول أمس، بأن كل السدود في العالم تنجز وفق مقاييس تراعى فيها معايير السلامة والأمان، وتسمح بقياس درجة الخطر حتى يتم تنبيه وتحذير المواطنين ولو أن سد بني هارون بولاية ميلة، أنجز من غير القيام بدراسة الارتدادات المحتملة للمشروع على المحيط. وأضاف شلغوم أن هذا السد الذي شرع في إنجازه منذ سبعينيات القرن الماضي وتم الاستعانة، خلالها، بالخبرة والتجربة الأجنبية للتصدي للمشاكل المتعلقة بانجراف التربة وتصدع الجدران، لم تحترم فيه معايير الوقاية والأمان من الخطر، وأضاف أن وزارة الموارد المائية يجب عليها اليوم الاستعانة بخبرة وتجربة معمقة للقيام بالدراسة الخاصة بهشاشة الجدران والجسر وانجراف التربة على مستوى حواف السد، وهو المشكل الذي ظل مطروحا إلى غاية اليوم. واستبعد المتحدث أي فيضان للسد في الوقت الحالي، طالما أن هناك آلات يتم تشغيلها لتسريح الكميات الزائدة للإبقاء على السد في مستوياته المطلوبة. أما بشأن سد تاقسابت الواقع بإقليم ولاية تيزي وزو، فقال عنه إنه يفتقد هو أيضا للدراسة الخاصة بارتداداته المحتملة على المحيط، وقال إن زلزال 2003 ألحق أضرارا بالسد من جانب تسجيل تصدعات على جدرانه، ومع ذلك، فإن الدراسة التي كان يفترض القيام بها لقياس مدى هشاشة السد ومدى قدرته على مقاومة هزات زلزالية أخرى في المستقبل لم تتم. ويطرح مثل هذا الوضع، يضيف المتحدث، تساؤلا آخر عن المنطق الذي تستند إليه الإدارة بشكل عام لإنجاز المنشآت الفنية، حيث لا تزال تستند في إنجاز هذه المنشآت إلى تقنيات قديمة مستوحاة من القانون الفرنسي للعمران، بدل إدخال تقنيات جديدة تحترم فيها الخصوصية الجيولوجية للتربة ببلادنا. وأشار شلغوم إلى أن الدليل على ذلك، هو أن فصل الشتاء يتواصل في بريطانيا على مدى 11 شهرا، تتساقط خلالها الأمطار بمعدل 14 ساعة مكررة، ومع ذلك، فإن كميات التساقط هذه لم تتسبب يوما في توقيف وتعطيل حركة المرور هناك، لأن شروط إنجاز منشأة فنية تحترم بدقة عند القيام بالدراسات التقنية، فالطريق هناك ليس تعبيدا وتزفيتا وإسمنتا، بل قواعد علمية تطبق على التربة وعلى زوايا الطريق ومخارج المياه، في إشارة إلى مشروع القرن، الطريق السيار شرق غرب الذي تعطلت به حركة المرور على مستوى ولاية عين الدفلى، بفعل كميات الثلوج المتساقطة، فضلا عن البرك المائية على مستوى مقاطع منه بعدة مناطق. الجزائر: نوار سوكو