l ممّا تحلَّى به الرّسول الكريم صلّى الله عليه وسلّم، من الأخلاق الفاضلة والشّمائل الطيبة، الوفاء بالعهد وأداء الحقوق لأصحابها، وعدم الغدر، امتثالاً لأمر الله في كتابه العزيز حيث قال: ''وَلاَ تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إلاَّ بِالّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَان بِالْقِسْط لاَ نُكَلَّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَان ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللهِ أَوْفُوا ذَلِكُم وَصَّاكُمْ بِه لعَلَّكُم تَذَكَّرُون'' الأنعام.152 إنّ تخَلُّق رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بهذا الخلق الكريم ظاهر بيّن، سواء في تعامله مع ربِّه جلّ وعلا، أو في تعامله مع أزواجه، أو أصحابه، أو حتّى مع أعدائه. وعدّ صلّى الله عليه وسلّم نقض العهد، وإخلاف الوعد من علامات المنافقين، فقال صلّى الله عليه وسلّم: ''آية المنافق ثلاث: إذا حَدَّث كذب، وإذا وَعَد أخْلَف، وإذا اؤْتمن خَان''. هذا هو وفاء النّبيّ الكريم صلّى الله عليه وسلّم، أَنْعِم به من خلق كريم، تعدّدَت مجالاته، وتنوّعَت مظاهره، فكان لكلّ صنف من النّاس نصيب من وفائه صلّى الله عليه وسلّم.