نزل الآلاف من المتظاهرين إلى وسط العاصمة الروسية موسكو أمس، للتنديد بالتزوير الذي شاب انتخابات 4 مارس لصالح فلادمير بوتين، وسجل الملاحظون أن عدد المحتجين تراجع مقارنة بالمظاهرات السابقة التي جندت مئات الآلاف. وحسب وكالة الأنباء الفرنسية، بلغ عددهم حوالي 10 آلاف، بينما أحصت الشرطة ثمانية آلاف فقط، مقابل 25 ألف حسب إحصاء منظمي الاحتجاج، جابوا شوارع العاصمة موسكو، وقد أوقفت الشرطة ما لا يقل عن 250 محتجا في مظاهرة الأسبوع الماضي. وحمل المتظاهرون لافتات بها شعارات مناهضة لبوتين الذي فاز بالانتخابات الرئاسية في روسيا للعهدة الثالثة، مع انقطاع لعهدة واحدة حكم فيها زميله وصديقه دميتري مدفيديف، بينما قام بوتين بدور الوزير الأول ريثما يعود إلى منصبه الذي ورثه من بوريس إلتسين. يشار إلى أن حزب روسيا الموحدة، الموالي لبوتين، كان قد فاز بالتشريعيات بنسبة 64 في المائة من الأصوات في ديسمبر الماضي، وشككت المعارضة الروسية في مصداقيتها، إذ تلتها موجه من الاحتجاجات في المدن الروسية الكبرى، لكن بوتين استخف بقدرة معارضيه في سد الطريق أمامه، حيث جاء على لسانه ''إن منافسي الوحيد هو بوتين نفسه'' وفاز طبعا بالانتخاب، في بلد كان يطمح في تأسيس نظام ديمقراطي في زمن البريسترويكا. بهذا الخصوص أشار المعارض غاري كسباروف، بطل العالم للشطرنج في السابق، ''نحن جربنا بداية المقاومة ونحن محرومون من الحرية منذ 12 سنة'' ويقصد الفترة التي قضاها بوتين في الحكومة في عهدتين.