خرج أكثر من 120 ألف شخص في ثاني أكبر مظاهرة، منذ 10 ديسمبر الماضي، في مسيرات احتجاجية على نظام فلادمير بوتين. ورفعوا لافتات كتب عليها ''لقد استيقظنا وما هذه إلا البداية''. وهتفوا ''بوتين استقل''، ''نريد روسيا بلا بوتين''. وأطلقوا بالونات بخط أبيض ردا على سخرية بوتين الذي قال، بعد المسيرة الأخيرة، ''كنت أظنهم يناضلون من أجل مكافحة الإيدز''. وتداولت الوجوه المؤثرة في المشهد الروسي، على منصة أقيمت في شارع سخاروف في جو بارد، أقل من أربع درجات، كان من ضمنهم الرئيس السابق ميخائيل غورباتشيف وبطل الشطرنج غاري غاسباروف ووزير المالية السابق ألكسي كودرين والكاتب بوريس أكونين وفنان الروك الشهير يوري شفتشوك، وغيرهم من وجوه النخبة الذين جاؤوا للتعبير عن تذمرهم من هيمنة بوتين على الحياة السياسية في روسيا. وقال كودرين، الوزير الذي قدم استقالته بعد خلاف مع الرئيس مدفيديف والذي يعتبر نفسه صديقا لبوتين، إن ''الثورة'' على الأبواب في روسيا، ''إذا ضاعت فرصة فتح الحوار لتحقيق التغيير السلمي''. وأمهل النظام ستة أشهر للقيام بإصلاحات عميقة، بإقامة انتخابات تشريعية مسبقة، قبل الرابع من مارس المقبل. فيما اعتبر شاب، ينتمي لحزب ''يوبلوكو''، أن الناس ''كسروا حاجز الخوف، منذ مسيرة 10 ديسمبر''. وقال البطل العالمي للشطرنج: ''إن السلطة أصابها الهلع لأننا تخلصنا من هاجس الخوف''، ووصف ما يجري في روسيا ب''المنعرج التاريخي''. من جهته، قال الكاتب أكونين: ''غدا ستطالب روسيا، برمتها، برحيل بوتين''. فيما أعلن ألكسندر نفالني، أحد نشطاء الاحتجاجات، ''نحن اليوم أكثر عددا وباستطاعتنا الزحف نحو مقر الحكومة، لكننا لن نهجم اليوم''، ووعد بمسيرة ''المليون'' في المظاهرة المقبلة، لأن ''الحكم سيعود للشعب في السنة القادمة''، كما قال.