أعاب المؤرخ الفرنسي، بنجامين ستورا، على السيد عبد العزيز بلخادم حدة خطابه خلال المحاضرة التي ألقاها في مرسيليا في إطار جلسات منتدى ''ماريان'' و''الخبر'' حول حرب التحرير، وقال إنه كان عليه احترام مشاعر الفرنسيين. غريب أمر ستورا الذي يريد توجيه الخطاب في المنتدى الوجهة التي يريد الفرنسيون سماعها، رغم أن اللقاء تجري فعاليته على أرض حرية التعبير، حسبما يقول الفرنسيون أنفسهم. وإن كنا نختلف مع طروحات ومواقف بلخادم في الشأن الداخلي كونه من رجال الماضي وحاملا لنظرة الانغلاق في مجالات الديمقراطية والحريات، فإننا في المقابل نرى موقفه في مجال العلاقات الجزائرية الفرنسية من موقف عامة الشعب الجزائري، وإن كان ستورا وأشباه ستورا تعودوا على سماع خطاب من أشباه الجزائريين المنبطحين أمام كل ما هو فرنسي، فلابد أن يفهم أن هؤلاء لا يمثلون غالبية الشعب الجزائري الذي يمكن أن يتوحد على كلمة واحدة، عندما يتعلق الأمر ببشاعة الاستعمار الفرنسي في الجزائر. لقد رأينا كيف قامت الدنيا على السيد أحمد أويحيى عندما انتقد رئيس الوزراء التركي الذي ذكر فرنسا بجرائمها في الجزائر، ونشاهد يوميا مطالب الجزائريين بإعادة إحياء قانون تجريم الاستعمار الذي فضلت بعض دوائر السلطة سحبه من أدراج المجلس الشعبي الوطني لأهداف تبقى غير معروفة إلى اليوم. ثم لماذا يريد ستورا أن يكون بلخادم لينا مع الفرنسيين بينما تبقى شريحة كبيرة من مستعمري الأمس يحملون الضغينة ويتحسرون على فقدانهم الجزائر؟ والدليل لم تمر عليه بضع ساعات، ألم ير ستورا كيف تهجم الحركى والمتطرفون على بلخادم وآخرين، محاولين منعه من دخول قاعة المنتدى، هل احترم هؤلاء مشاعر الجزائريين؟ صحيح أن هؤلاء يمثلون الأقلية في فرنسا بنفس الشكل الذي يمثل به الجزائريون أصحاب الخطاب المنبطح الشعب الجزائري. لا، سيدي إن ما قاله بلخادم ما هو سوى قطرة من بحر الجرائم التي اقترفها الفرنسيون في حق الجزائريين، وهي الجرائم التي لا يمكن لعشرات المنتديات أن تمحوها من الذاكرة الجماعية للمجتمع الجزائري، وحتى الاعتذار الذي نطالب به لن يكون سوى في صالح الفرنسيين الذين هم اليوم بحاجة للوقوف أمام جرائمهم لعلهم يتصالحون مع تاريخهم الأسود. [email protected]