ألقى الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، أول أمس، خطابا في ذكرى يوم ال 8 ماي 1945، يشيد من خلاله ب”شهداء” فرنسا في الحرب العالمية الثانية، وينتقد فيه بطش ألمانيا النازية وهمجيتها، متناسيا ما اقترفته أيادي الفرنسيين في حق الجزائريين خلال نفس اليوم. خطاب ساركوزي يبين درجة “الاحتقار” الفرنسي لتاريخ الجزائر واستخفافها ببشاعة ما فعلته خلال فترة احتلالها للجزائر ساركوزي الذي تباكى في خطابه على 70 فرنسيا تعرضوا للتعذيب على يد الألمان، ولم يتأثر بما فعلته أيادي الغدر والإجرام الفرنسية ب45 ألف جزائري في نفس اليوم وفي يوم واحد، ولا يجد بدا حتى للاعتذار من أجل فتح صفحة جديدة مع جزائر يريدها أن تكون وبسبب هذا التاريخ الذي يذكر بعضه ويتجاهل أغلبيته، شبيهة بالقاعدة الخلفية لفرنسا، فقط لأنه يرى وسلطته أن هذا كثير على الجزائريين الذين يعانون إلى اليوم آلام الاحتلال، وماتزال أجسادهم الى اليوم تقطع بألغام الفرنسيين. وقد يكون الموقف الرسمي في الجزائر عاملا مشجعا لتبجح فرنسا الرسمية، فمطلب الاعتذار لا يتعدى تصريحات مناسباتية لعدد من المسؤولين، وقانون تجريم الاستعمار الذي كان يرجى منه الحفاظ على كرامة الجزائريين والرد على التبجح الفرنسي، لم ير النور وقد لا يراه أبدا بالنظر لتلك التصريحات، فوزير المجاهدين الذي أكد على ضرورة تقديم فرنسا اعتذاراتها عن الجرائم في حق الجزائريين في 8 ماي 1945، تلقى ردا عبر الصحافة من رئيس المجلس الشعبي الوطني الذي يلقي مسؤولية تعثر مسار قانون تجريم الاستعمار على الحكومة التي تكون قد رفضته لاعتبارات سياسية ودبلوماسية. ساركوزي تعمد بخطابه استفزاز الجزائريين حين وصف الجنود الفرنسيين بالشجعان والضحايا في آن واحد، والمدافعين عن الحرية، في ذلك اليوم المشهود لدى الجزائريين وهم يحيون ذكرى مجازر 8 ماي 1945، وقد يكون ساركوزي قد بعث برسائل مشفرة ردا على التصريحات والمطالب الجزائرية حول ضرورة الاعتراف والاعتذار عما اقترفته أيادي الفرنسيين من جرائم ضد الإنسانية في حق الجزائريين.