اهتزت مدينتا دمشق وحلب، أمس، على وقع تفجيرات أسفرت عن مقتل خمسة أشخاص على الأقل، حسب ما أكده المرصد السوري لحقوق الإنسان، واستهدف انفجار حلب حافلة تقل جنودا من الجيش السوري النظامي، فيما شهد ريف دمشق خروج آلاف الأشخاص لتشييع قتلى أول أمس، في الوقت الذي ذكر الجنرال روبرت مود، رئيس بعثة المراقبين الدوليين أن نسبة العنف تراجعت بالرغم من استمرار إطلاق النار بين الأطراف المتنازعة. وأقر الجنرال روبرت مود بوجود تجاوب من السلطات السورية مع طلبات المراقبين والسماح لهم بتأدية مهامهم مثلما تم الاتفاق عليه، مع العلم أن عدد المراقبين وصل إلى ستين مراقبا من جنسيات مختلفة في انتظار استكمال العدد الإجمالي المقدر بحوالي 300 مراقب يشرفون على احترام وقف إطلاق النار وتنفيذ النقاط الست المتضمنة في خطة كوفي عنان. تأتي هذه التطورات الداخلية في الوقت الذي تشير فيه المعارضة إلى مواصلة انتهاك قوات الجيش السوري لوقف إطلاق النار، حيث أفادت لجان تنسيق الثورة أن قوات الأمن الحكومي قامت باعتقال عدد من المتظاهرين في مناطق متفرقة من المدن السورية، فيما دعا العميد الركن مصطفى الشيخ، رئيس المجلس العسكري للجيش السوري الحر المجتمع الدولي للتدخل في سوريا بشكل أكثر فعالية، محذرا من أن يشمل التوتر منطقة الشرق الأوسط. في الأثناء تواصل الحكومة السورية الاستعدادات لإجراء الانتخابات التشريعية المقررة غدا الإثنين، وذلك بمباركة من روسيا، التي عبّر المتحدث باسم خارجيتها، ألكسندر لوكاشفيتش، أن المسار السياسي المنتهج من طرف الحكومة السياسية للخروج من الأزمة هو الوحيد القادر على إعادة السلام للمنطقة. من جهة أخرى، أشار وزير خارجية ألمانيا، غيدو فيسترفيلله، إلى أن خطة السلام التي وضعها المبعوث الأممي العربي إلى سوريا كوفي عنان هي ''أفضل الخيارات المتوفرة''، مضيفا أن بلاده مستعدة للمشاركة في بعثة المراقبين الدوليين، نافيا بذلك سعي بلاده إلى تأييد طرح التدخل العسكري.