ساركوزي يعلن انسحابه من الحياة السياسية عقدت الحكومة الفرنسية المعينة، أول أمس، اجتماعا وزاريا، حيث أعلن رئيس الحكومة الجديد، جون مارك أيرو، أن أول قرار تم اتخاذه هو تقليص راتب رئيس الجمهورية ورواتب طاقمه الحكومي بنسبة 30 بالمائة، كخطوة أولى لتجسيد العدالة التي تحدث عنها الرئيس فرانسوا هولاند في حملته الانتخابية، ويأتي هذا المجلس الوزاري قبل موعد أول مشاركة للرئيس الفرنسي في قمتي مجموعة الثمانية وحلف الأطلسي، المقررة في الولاياتالمتحدةالأمريكية، بداية من الأحد المقبل 20 ماي. وكان قصر الإليزيه كشف، أول أمس، عن التشكيلة الكاملة للحكومة التي ستقود الإصلاحات التي أعلن عنها الرئيس المنتخب، ولم تنتظر المعارضة كثيرا في توجيه سهامها نحو حكومة أيرو، فقد اعتبرت زعيمة اليمين المتطرف، مارين لوبان، رئيسة الجبهة الوطنية، أن التشكيلة التي أعلن عنها رئيس الوزراء جون مارك أيرو إقصاء لكل الأطياف السياسية الفرنسية، مشيرة إلى أن الحكومة الجديدة عبارة عن ''دولة الحزب الاشتراكي''، بالرغم من أن الحكومة المعلن عنها حملت بعضا من التجديد، على اعتبار أنها أول حكومة فرنسية تستجيب لمطلب المناصفة بين الوزراء الرجال والنساء، إذ تضمنت اسم 17 وزيرة من بينهم اثنان من أصول مغاربية، ويتعلق الأمر بكل من المخرجة السينمائية من أصول جزائرية يمينة بن قيقي، التي اختيرت لتكون مكلفة بملف الفرنكفونية والفرنسيين في الخارج، إلى جانب نجاة بلقاسم فالو، وهي من أصل مغربي، التي كُلفت بحقوق الإنسان، بالإضافة إلى تعيينها في منصب الناطق باسم الحكومة، ومن الوجوه المغاربية الجديدة التي حصلت على حقيبة وزارية الفرنسي من أصل جزائري قادر عاريف، الذي تقلد منصب وزير مفوض لدى وزير الدفاع مكلف بقدماء المحاربين الفرنسيين. للإشارة، فإن قادر عاريف، المولود بالجزائر سنة 1959، كان قد غادرها رفقة عائلته. أما الوجوه السياسية المعروفة التي سيعتمد عليها الرئيس فرانسوا هولاند لتحقيق تقليص العجز وتجسيد الإصلاحات الاقتصادية، فقد وقع الاختيار على بيار موسكوفيتشي كوزير للمالية ولوران فابيوس في الخارجية، فيما عادت الداخلية لمانويل فالس. وتم استحداث وزارة جديدة لتتماشى مع الإصلاحات التي تعهد الرئيس وطاقمه الحكومي بتنفيذها، ويتعلق الأمر بوزارة ''للنهوض بالإنتاج''، والتي وضع على رأسها الاشتراكي أرنو مونبورغ، المؤيد لفكر حماية الاقتصاد الفرنسي من ميثاق الاتحاد الأوروبي التقشفي. من جانب آخر، أعلن أمس هنري غاينو، مستشار الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي، أن هذا الأخير أعلن انسحابه من الحياة السياسية ''النشطة''، وقال إنه لن يترشح لأي انتخابات سياسية قادمة أو منصب مسؤولية، مضيفا أن الرئيس الأسبق أعلن عن نيته الابتعاد عن الساحة السياسية والاهتمام بعائلته، وقال إنه بعد الدخول السياسي القادم سيعلن عن رزنامة نشاطه المستقبلي.