عرض، أول أمس، بقاعة فندق السوفيتال، الفيلم الوثائقي ''الفوسطو'' للمخرجة الفرانكو جزائرية، صافيناز بوصبيعة، الذي يروي قصة لقاء أعضاء فرقة موسيقى الشعبي التي أسسها عميد الأغنية الحاج محمد العنقى في بداية الأربعينيات، بعد فراق 40 سنة، وتجمع موسيقيين من الجزائر العاصمة، يهودا ومسلمين. يميل الفيلم الوثائقي ''الفوسطو''، إلى ''البورتري الجماعي''، ويتنقل وفق التسلسل الكرونولوجي بطريقة الفلاش باك، ليروي في ساعتين صوّرتا بين الجزائر العاصمة، مرسيليا وباريس، قصة أغنية الشعبي، ومن خلالها يعيد تركيب تاريخ سكان القصبة، ليبرز ارتباطهم بهذا الطابع الموسيقي، الذي ظهر في أواسط سنوات ال1920 على يد الفنان العملاق العنقى، كما يؤرخ لهذه الموسيقى الجديدة التي خرجت من أحياء العاصمة، من خلال الوجوه الموسيقية التي ساهمت في نشرها. انطلقت القصّة من شوارع العاصمة، التي تزورها المخرجة لأول مرة. وفي دكان بائع المرايا في قلب حي القصبة العتيق، تلتقي صافيناز بمحمد الفركيوي، لتُبحر رفقة ذكرياته مع أصدقائه الموسيقيين، حيث كان يرأس الجوق الموسيقي في سنوات .1950 تولّد لدى المخرجة صافيناز بوصبيعة، هوس جمع هؤلاء الموسيقيين مرة أخرى، وكان معظمهم تلامذة لعميد الأغنية الشعبية الشيخ محمد العنقى. وفي قلب القصبة، بدأت المخرجة لقاءها بأعمدة هذا النوع الغنائي والتعرف على البدايات الأولى للشعبي وأعمدته. وقد ضم الفيلم شهادات كل من الشيخ محمد الفركيوي، احمد برناوي، ونجل العنقى الهادي، والفنان عبد المجيد مسكود ومصطفى تهمي. أما في باريس ومارسيليا، فإن الشهادات الحميمية لكل من روبار كاستال ولوك شرقي وموريس المديوني وروني بيراز، مهدت الطريق لصافيناز التي قررت جمعهم في اوركسترا واحدة، وتم ذلك سنة 2006 على خشبة المسرح الوطني الجزائري بعد نصف قرن من الفراق.