قام متمردون مسلحون في مالي بإطلاق النار على طائرتي استطلاع غربيتين أثناء تحليقهما في سماء مدينة ''تومبوكتو''. وذكرت الإذاعة المحلية لمدينة ''تومبوكتو'' أن المتمردين أطلقوا الرصاص على طائرة استطلاع غربية، في الوقت الذي تحدثت وكالة الأنباء الفرنسية، نقلا عن شهود عيان، عن استهداف طائرتين أثناء تحليقهما. أوردت نفس المصادر من شهادات عن سكان المدينة، تأكيدهم أن العناصر المسلحة فتحت النار على طائرتي استطلاع إلا أنها لم تلحق بهما أي أضرار . وحسب عمر مايغا، أحد سكان المدينة فإنها ''المرة الأولى التي يقوم فيها المتمردون الإسلاميون بالرد على تحليق طائرة استطلاع بواسطة أسلحة ثقيلة''. ونقلت وكالة ''فرانس بريس'' تصريحا عن قيادي في حركة أنصار الدين المتحالفة مع القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، عمر ولد حماحا، أن عناصر التنظيم ''تعهدوا بالرد في حال التدخل العسكري لأي قوة دولية، وسيتم محاربة القوات الفرنسية والأممية التي ستجرؤ على الدخول للمنطقة وسنهزمها''. وتظهر هذه العملية صحة المعلومات التي ترددت بشأن تمكن عناصر القاعدة من تهريب أسلحة ثقيلة عقب الحرب في ليبيا التي أطاحت بنظام معمر القذافي. وتأتي هذه التطورات في الوقت الذي رفض مجلس الأمن طلب مجلس السلم والأمن للاتحاد الإفريقي والمجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا ''الاكواس''، المتمثل في إرسال قوة تدخل عسكرية إلى شمال مالي، لإنهاء سيطرة حركة الأزواد التي استغلت تدهور الأوضاع في مالي على خلفية الانقلاب العسكري بتاريخ 22 مارس الماضي لتعلن سيطرتها على شمال مالي واستقلاله عن الجنوب قبل أن يتم تهميشها من قبل الحركات الإسلامية، مثل أنصار الدين وتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي والجهاد والتوحيد التي أعلنت تبنيها لاختطاف الدبلوماسيين الجزائريين في غاو. وحسب الوكالة الفرنسية، فإن جهاديين جاؤوا من مصر من أجل تدريب العناصر المسلحة في شمال مالي حول كيفية استعمال الأسلحة الثقيلة. وأفادت صحيفة ''واشنطن بوست''، أن الولاياتالمتحدةالأمريكية طورت منذ سنة 2007 شبكة لقوات جوية في إفريقيا لمراقبة تحركات عناصر تنظيم القاعدة عن طريق طائرات استطلاع بيضاء اللون''. وحسب نفس الصحيفة، فإن العملية جارية في حوالي 10 قواعد بين بوركينافاسو وموريتانيا.