حاول، صبيحة أمس، العشرات من ذوي المفقودين وشباب بطال الاعتصام بساحة الوئام المدني في أول ماي بالعاصمة، رافعين رايات وشعارات تدعو إلى الإفراج عن أبنائهم المعتقلين، وتوفير مناصب شغل، قبل أن تتدخل مصالح الأمن وتوقف عددا من المحتجين، ما أحدث فوضى وإغماءات في صفوفهم. وعلى الرغم من قيام مصالح الأمن بتطويق ساحة الوئام المدني بحواجز منذ ليلة أول أمس، لمنع المحتجين من الوصول إليها، بعدما بلغتهم معلومات تفيد بتنظيم احتجاج بساحة أول ماي تزامنا مع الاحتفال بعيدي الاستقلال والشباب، استطاع بطالون منضوون تحت لواء اللجنة الوطنية للبطالين، الخروج إلى الشارع والاعتصام بساحة الوئام المدني في حدود الساعة العاشرة صباحا، للمطالبة بتوفير مناصب الشغل ومحاربة الفساد، حاملين رايات وشعارات أغلبها ''طاب جناني من الشوماج''، في رسالة صريحة موجهة لرئيس الجمهورية، وعمد المحتجون إلى تعليق شارات سوداء على سواعدهم، معتبرين يوم أمس 5 جويلية ''يوم حزن لا فرح، لأن أوضاعهم لم تتغير منذ الاستقلال، وما زالوا يتخبطون في مستنقع البطالة''. وقال عدد من المحتجين ل''الخبر''، إنهم قدموا من عدة ولايات منذ يومين، قضوا ليلة أول أمس بتيليملي في العاصمة، قبل أن تداهمهم مصالح الأمن صبيحة أمس، وتوقف أربعة منهم، فيما تمكن الآخرون من الفرار، وتوجهوا مباشرة إلى ساحة أول ماي، قبل أن تلتحق بهم العشرات من عائلات المفقودين إبان فترة الإرهاب. وسارعت مصالح الأمن إلى تفريق المحتجين، خصوصا وأن موكب رئيس الجمهورية كان سيمر من هناك متوجها إلى مقام الشهيد للترحم على أرواح الشهداء، ما خلق حالة فوضى وإغماءات بعد أن شرعت قوات الأمن في توقيف عدد من المحتجين، ولم يتردد البعض في التهديد بالانتحار. وقال ممثل عن الشباب البطال تحدث ل''الخبر''، ''إنهم اختاروا يوم 5 جويلية للتعبير عن رفضهم لسياسة الدولة التي همشتهم، ففي وقت يتم صرف 80 مليار سنتيم على الألعاب النارية، لا يجد معظمهم قوت يوم واحد يسد به رمقه، في دولة يبلغ احتياطي الصرف بها 200 مليار دولار''.