تمر علاقات الجزائر بمنظمة حلف شمال الأطلسي، بفترة ''فتور'' واضحة، انعكست تداعياتها على ''الحوار المتوسطي'' الذي تشارك فيه الجزائر مع الحلف منذ اثني عشر عاما، ورغم مشاركات وفود جزائرية في اجتماعات دورية للحلف آخرها في أفريل الماضي، إلا أن حالة ''عدم التوافق'' التي تميز العلاقات برزت منذ تدخل قوات الحلف في ليبيا رغم زيارة الأمين العام المساعد المكلف بالشؤون السياسية الأمنية للحلف للجزائر نهاية العام الماضي. تكتفي الجزائر في الشهور الأخيرة، بالحوار داخل مجموعة خمسة زائد خمسة، التي تضم خمس دول من جنوب غرب المتوسط إلى جانب خمسة من نظرائهم في الجهة الشمالية، على حساب علاقات تمر بمرحلة ''فتور'' تميز التعاون الجزائري مع حلف شمال الأطلسي، ورغم أن المسؤولين الجزائريين لا يجهرون بعمق ''الخلافات'' في وجهات النظر حول طبيعة مهام حلف شمال الأطلسي، إلا أن هناك توجسا لدى القيادات السياسية والعسكرية من نتائج الحوار الذي باشرته الجزائر مع (الناتو) منذ أكثر من عشر سنوات. بيد أن مصادر جزائرية مسؤولة تحدثت ل''الخبر''، لا تفضل وصف علاقات الجزائر بالحلف ضمن خانة ''الخلاف''، رغم إقرارها بوجود ''فتور'' تسبب فيه عدم استشارة الحلف للجزائر في عملياته التي قادها في ليبيا في عز ثورة الليبيين على نظام معمر القذافي. وفي تقييم جزائري لنتائج الحوار مع الحلف، تبين أن هذا النوع من العلاقة مع المنظمة، لم يمكن للجزائر أن يكون لها صوت في سياسات (الناتو) رغم أن وضعها رفقة عدد من دول المتوسط، يدخل في خانة ''دول الحوار'' لا أكثر. وتحافظ الجزائر حاليا، على أدنى مستويات التعاون مع المنظمة، وآخر لقاء شاركت فيه جرى في ال23 من أفريل الماضي، في مقر الحلف ببروكسل خصص لموضوع ''التعاون الجهوي''. وتقول المصادر ذاتها إن ''الفتور'' الذي يميز العلاقة وما ينسحب عن ذلك بخصوص التعاون الأمني ''ليس الأول من نوعه، حيث سبق وانقطع التعاون عقب الاعتداء الإسرائيلي على غزة في ديسمبر .''2008 ورغم الزيارة التي قادت الأمين العام المساعد المكلف بالشؤون السياسية والأمنية لحلف شمال الأطلسي، ديرك برانغلمان، نهاية العام الماضي للجزائر، والمباحثات التي أجراها مع وزير الخارجية مراد مدلسي، إلا أن الزيارة لم تذلل من حالة ''الفتور'' في التعاون الأمني بين الطرفين. ولا تملك وزارة الدفاع الوطني برنامجا مشتركا ''على المدى القريب'' مع قوات حلف شمال الأطلسي، وجرت العادة أن يشمل التعاون العسكري، تمارين في صالح القوات البحرية، ويعتقد أن آخر عمليات مشتركة جمعت الطرفين، تعود لثلاث سنوات ماضية، أثناء رسو خمس سفن لمكافحة الألغام تابعة لحلف شمال الأطلسي بميناء الجزائر، في سابع توقف من نوعه لمجموعة ''أس أن أم سي أم جي''2 التي تتركز مهمتها كقوة دائمة تهدف إلى تأمين الممرات البحرية من خلال البحث عن الألغام البحرية والقضاء عليها. وكان التوقف قد اختتم بإجراء تمرين مشترك من نوع ''باسكس'' بعرض المياه الإقليمية الجزائرية، شاركت فيه وحدتان من القوات البحرية الجزائرية. وكانت الجزائر تتوقع من حلف شمال الأطلسي، أن يكون في مقدمة الداعمين بالوسائل التقنية والفنية للعسكريين العاملين ضمن القيادة العسكرية الموحدة لدول الساحل التي مقرها تمنراست، لكنه يتحمّل بشكل غير مباشر تداعيات الوضع في الساحل، قياسا لما ترتب عن تدخله في ليبيا من حركة غير مسبوقة للسلاح، ثم تفجّر الوضع في شمال مالي.