أعلن ممثل الأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة لإفريقيا الغربية، الدبلوماسي الجزائري السيد سعيد جنيت، أن ''الحوار هو الأولوية'' لتسوية الأزمة في المالي، مضيفا أن تشكيل حكومة تمثيلية يعد حتميا للبحث عن حل للأزمة السياسية في هذا البلد. غير أنه شدد بأنه ''لا يجب إقصاء تدخل عسكري بالمنطقة''. ذكر السيد جنيت، في ندوة صحفية نشطها أول أمس، في جنيف، أن الوحدة الترابية لمالي مهددة بالرغبة الضعيفة عن التنازل لبعض المجموعات، وبعض تصرفات الجماعات الإرهابية في المنطقة. وأضاف أن وصول كميات كبيرة من الأسلحة والأجانب، عقب النزاع في ليبيا، يشكل مصدرا آخر للقلق. وأكد ممثل بان كي مون على ضرورة بذل الجهود الرامية إلى تشكيل حكومة تمثيلية، لكي تكون المؤسسات المالية في قلب البحث عن حل في مالي. واعتبر الدبلوماسي الجزائري أنه على هذه الجهود أن تتمحور حول ''ترقية حوار مهم بين الماليين، لإعداد خارطة طريق للخروج من الأزمة، لاسيما بهدف تنظيم انتخابات رئاسية من جهة، ومن جهة أخرى من أجل ضمان استرجاع الوحدة الترابية للمالي عن طريق الحوار. وصرح السيد جنيت أن جميع شركاء مالي، سواء الأممالمتحدة أو الاتحاد الإفريقي أو المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، ''تدعم دون تحفظ الوحدة الترابية'' لهذا البلد. وأشار ممثل الهيئة الأممية في غرب إفريقيا أنه ''حتى ولو شكل الحوار أولوية، إلا أنه لا يجب إقصاء تدخل عسكري بالمنطقة''، مذكرا أن الأممالمتحدة قد ''طلبت من المجتمع الاقتصادي لدول غرب إفريقيا تقديم توضيحات إضافية بخصوص أهداف وشروط شن عملية عسكرية بالمنطقة''. وفي رده على سؤال للصحافة حول شروط الحوار بين أطراف النزاع، أضاف السيد جنيت أن الوسيط والرئيس بليز كومباوري من بوركينافاسو قد عقد، مؤخرا، بمدينة وافادوفو، اجتماعا لحث أطراف النزاع لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية. ودعا الوسيط الأطراف المالية إلى تنصيب هيئة وطنية للحوار مع الجماعات المسلحة المتواجدة بشمال مالي. وفي سياق حديثه عن الوضع في غرب إفريقيا، أكد السيد جنيت أن هذه المنطقة تواجه موجة جديدة من التحديات الأمنية، أبرزها الأزمة بالساحل ومالي على وجه الخصوص، والانقلاب بغينيا بيساو. كما تطرق إلى استمرار المشاكل العابرة للحدود، لا سيما الإرهاب والقرصنة، اللذان ''لا زالا يشكلان مصدر قلق بالنسبة لقادة شبه المنطقة''. وفي رده عن سؤال حول نتائج الجريمة العابرة للحدود في شبه المنطقة، أوضح السيد جنيت أن إفريقيا الغربية ''أصبحت منطقة عبور للاتجار بالمخدرات بين أمريكا اللاتينية وأوروبا''.