أكد الجيش السوري أمس أنه سيطر على جزء من حي صلاح الدين في حلب، وأنه يواصل هجومه، إلا أن المعارضة المسلحة نفت أن يكون الجيش النظامي قد تقدم مترا واحدا، وكشفت بالمقابل عن سيطرتها على نقطة إستراتيجية تربط حلب بالحدود التركية، وهو ما أكده مراسل وكالة الأنباء الفرنسية في عين المكان. ذكرت وكالة الأنباء السورية ''سانا'' أن الجيش السوري استعاد السيطرة على عدد من أحياء حلب، منها صلاح الدين، وتنظيفه من فلول المجموعات المسلحة. كما أعلنت ''سانا'' أن السلطات أحبطت محاولتي تسلل ل''مجموعات إرهابية مسلحة'' قادمة من الأردن ولبنان إلى سوريا، وتمكنت من إيقاع خسائر كبيرة في صفوفها. وفي تطور جديد، أعلنت الخارجية البريطانية استقالة القائم بالأعمال في السفارة السورية بلندن. ''الحر'' يسيطر على نقطة إستراتيجية في حلب وعلى الطرف الآخر، قال العميد فرزات عبد الناصر، وهو ضابط انشق عن الجيش قبل شهر ''تمكنا في الساعة الخامسة من هذا الصباح، يوم أمس، من الاستيلاء على حاجز عندان على بعد خمسة كيلومترات شمال غرب حلب، بعد عشر ساعات من المعارك''. من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن ''الهجوم الشامل على مدينة حلب يتواصل''، لافتا إلى أن الاشتباكات تأخذ طابع ''حرب شوارع شاملة''. وأوضح المرصد ''ليس كل التعزيزات العسكرية التي استقدمها النظام إلى حلب تشارك في المعركة''، مشيرا إلى أن ''جزءا كبيرا مهمته فرض حصار على المدينة بهدف عزل الأحياء التي يسيطر عليها الثوار عن مناطق ريف حلب''. وأضاف أن ''الاشتباكات العنيفة تتواصل في حي صلاح الدين (جنوب غرب) حيث تستخدم القوات النظامية المروحيات في قصف المنطقة''، بالإضافة إلى ''مدخل مخيم الحندرات للاجئين الفلسطينيين الذي تقع بالقرب منه قاعدة للدفاع الجوي''. ولفت إلى وصول المعارك إلى وسط مدينة حلب وتحديدا حلب القديمة، حيث ''يحاول الجيش النظامي استرجاع حي باب الحديد'' الذي تسيطر عليه المعارضة، موضحا أن أحياء السكري (جنوب غرب) والفردوس (جنوب) وجسر الحاج تشهد اشتباكات بين القوات النظامية والمعارضين. وفي درعا أفاد ناشطون بوقوع مجزرة في الشيخ مسكين، خلفت نحو 30 قتيلاً، فيما قتل في معضمية الشام بريف دمشق 90 شخصاً خلال 48 ساعة. وعلى صعيد آخر، تواصلت من جهة أخرى الانشقاقات داخل الجيش السوري حيث أعلن مسؤول تركي أمس أن نائب قائد شرطة اللاذقية الواقعة بغرب سوريا، كان من بين 12 ضابطاً سورياً انشقوا وفرّوا إلى تركيا الليلة الماضية. فيما أعلنت شبكة الجزيرة عن إصابة مراسلها في حلب عمر خشرم الذي أصيب بشظية خلال تغطيته للأحداث في حلب ونقل للعلاج إلى تركيا. مقترح لتشكيل مجلس رئاسي من ست شخصيات عرض الجيش السوري الحر في الداخل ''مشروع إنقاذ وطني'' للمرحلة الانتقالية ينص على إنشاء مجلس أعلى للدفاع، يتولى تأسيس مجلس رئاسي من ست شخصيات عسكرية وسياسية يدير المرحلة الانتقالية في سوريا بعد سقوط الرئيس بشار الأسد. وأوضحت القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل في بيان صدر أمس أن المجلس العسكري سيضم ''كل قادة المجالس العسكرية في المدن والمحافظات السورية وكبار الضباط المنشقين والضباط المساهمين في الثورة''. ومن مهام المجلس الرئاسي ''اقتراح قوانين تطرح على الاستفتاء العام وإعادة هيكلة المؤسستين الأمنية والعسكرية على أسس وطنية، ووضع حلول لاستيعاب المدنيين الذين حملوا السلاح خلال الثورة في المؤسستين العسكرية والأمنية''. واشنطن تقدم مساعدات سرية لمقاتلي المعارضة قالت وكالة رويترز للأنباء إن البيت الأبيض أعد مرسوما رئاسياً يفوّض تقديم مساعدات سرية أوسع لمقاتلي المعارضة السورية، لكن التفويض لم يصل إلى حد تسليحهم بحسب المصدر. في هذه الأثناء، صرّح وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا بأن نظام الأسد يدق مسماراً في نعشه بهجومه على حلب. وقال وزير الدفاع الأمريكي إن الأسد فقد كل شرعية، وإن المسألة لم تعد تتعلق بنهاية النظام في سوريا بل بتوقيت رحيله. من جانبه، اعتبر رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيدف، أمس، أن ما تشهده سوريا الآن ''ينذر بحرب أهلية''، وتابع ''كلا طرفي النزاع السوري مسؤولان عن هذا الوضع لأنهما رفضا الجلوس إلى طاولة المفاوضات''.