الصّمت لغة: صَمَتَ يَصْمُتُ صَمْتًا وصُموتًا وصُماتًا: سَكَتَ. واصطلاحًا: الصّمت إمساك عن قوله الباطل دون الحق. قال الله سبحانه وتعالى: {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} ق 18 . قال الحافظ ابن كثير: {ما يلفظ} أي ابن آدم، {مِنْ قَوْلٍ} أي ما يتكلّم بكلمة، {إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} أي إلاّ ولها من يراقبها معتد لذلك يكتبها، لا يترك كلمة ولا حركة، كما قال تعالى: {وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ كِرَامًا كَاتِبِينَ يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ} الانفطار 10 12 . وعن أبي هريرة، رضي الله عنه، عن رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، قال: ''مَن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليَقُل خيرًا أو ليصمت، ومَن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره، ومَن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه''. قال ابن عبد البر: (وفي هذا الحديث آداب وسنن، منها التأكيد في لزوم الصّمت، وقول الخير أفضل من الصّمت، لأنّ قول الخير غنيمة والسكوت سلامة والغنيمة أفضل من السلامة). وللصّمت فوائد عديدة يعود نفعها على الفرد المتحلّي به، ومنها دليل كمال الإيمان، وحسن الإسلام، والسّلامة من العطب في المال، والنّفس، والعرض، وكذلك دليل حسن الخُلق وطهارة النّفس.