الحُسْن لغة نقيض القُبْح، والظَّن لغة: قال ابن منظور: (الظَّن: شك ويقين، إلا أنَّه ليس بيقين عيان، إنَّما هو يقين تدبُّر)، واصطلاحًا: قال الجرجاني: (الظَّن هو الاعتقاد الرَّاجح مع احتمال النَّقيض، ويستعمل في اليقين والشَّك). ومعنى حُسْن الظَّن اصطلاحًا ترجيح جانب الخير على جانب الشَّرّ. قال الله تبارك وتعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّن إِنَّ بَعْضَ الظَّن إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ} الحجرات 21. وعن أبي هريرة، رضي الله عنه، أنّ رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، قال: ''حُسْن الظَّن من حسن العبادة''. ولحُسن الظنّ فضائل كثيرة، منها أنّه علامة على كمال الإيمان في قلب المتحلِّي به، فلا يظنُّ بالمؤمنين خيراً إلاّ من كان منهم. وفيه إغلاق باب الفتنة والشَّرّ على الشّيطان الرّجيم. وأنّه طريق من طرق زيادة الأُلفة والمحبَّة بين أفراد المجتمع المسلم، وحماية له من التَّفكُّك والتَّشرذم.