تستنفر بواخر المسافرين القادمة من الأراضي الإسبانية إلى ميناء وهران عناصر شرطة الحدود البحرية، فتجد نفسها في مواجهة مسافرين يتفننون في تزوير الوثائق سواء المتعلقة بالإقامة أو بالسيارات المرقمة في أوروبا، التي تحوي سلعا مهربة ومواد محظورة. كما تحمل تلك البواخر مطرودين يستغرق التحقيق معهم ساعات قبل توجيه تهمة الهجرة غير الشرعية لهم.. إنها يوميات يعيشها أعوان الأمن مع ''مسافرين من نوع خاص''، كانت ''الخبر'' شاهد عيان عليها في ميناء وهران. متاعبه تبدأ ببطاقة الدخول وتنتهي بوثائق القصر الأمن يحبط عملية تهريب البنزين في قارورات ''حمود بوعلام'' تبدأ متاعب شرطة الحدود البحرية في ميناء وهران مع بطاقات الدخول التي توزع على المسافرين داخل البواخر القادمة من الأراضي الإسبانية، لكنهم لا يقومون بملئها، ما يؤخر مغادرتهم الميناء، دون الحديث عن رداءة خط بعض المسافرين، إذ تكون غير واضحة، ما يدفع أعوان الشرطة إلى إعادة كتابة تلك الاستمارات من جديد خصوصا في الخانة المخصصة للرقم التسلسلي للسيارات المرقمة في أوروبا. فالخطأ حسب منسق فرقة مراقبة المسافرين بميناء وهران عميد شرطة، عبد القادر بوجلطية، في مثل هذه الحالات غير مسموح، وتنجم عنه مشاكل لصاحب السيارة والمصلحة في آن واحد. وأشار منسق فرقة مراقبة المسافرين بميناء وهران، في حديثه ل''الخبر''، إلى أن تركيز الشرطة يكون منقسما بين باخرتين تصلان الميناء في وقت واحد، فيتكفل فوج بمراقبة وثائق المسافرين ويتولى آخر معاينة وثائق المركبات، وقد أشاد محدثنا بدور نظام التعريف والأبحاث التابع للشرطة الجزائرية المعروف باسم ''سيربال''، وهو نظام يسمح بالكشف عن وثائق تخص إقامات مزورة وينسحب الأمر على وثائق المركبات. وبحكم حركة الميناء النشطة، يضيف العميد بوجلطية، تسجل محاولات تهريب سلع محظورة في كل رحلة، كما هو الشأن في عملية تهريب 90 لترا من البنزين عبر باخرة طاسيلي، عبأها مسافر داخل قارورات المشروبات الغازية المعروفة ''حمود بوعلام'' و''ميرندا''. ولفت المتحدث إلى خطورة هذا النوع من السلع على حياة المسافرين داخل البواخر، وأفاد بأن تهريب سجائر ''مارلبورو'' من الجزائر نحو إسبانيا يبقى ظاهرة حقيقية في أوساط المسافرين والمغتربين، ومردّ ذلك سعرها الرخيص هنا مقارنة بإسبانيا. كما تستمر معاناة شرطة الحدود مع العائلات التي تسمح لأبنائها القصر بالسفر بمفردهم، فالبعض يدفع بهم إلى السفر بجواز سفر منتهي الصلاحية، بينما لا يتوفّر آخرون على ترخيص أبوي صادر من الشرطة أو الدرك، أما الأولياء الذين يرافقون أبناءهم القصر فلا يُحضر أغلبهم الدفتر العائلي. رئيس الشرطة القضائية لميناء وهران كشفنا أول جواز سفر فرنسي بيومتري مزوّر كشف رئيس الشرطة القضائية لميناء وهران، حبيب حنصال سعيد، في تصريح ل''الخبر''، أن مصالحه عالجت منذ بداية العام الجاري 231 قضية تورط فيها 585 شخص تتعلق أساسا بالتسرب إلى البواخر وتزوير واستعمال المزور ودخول مناطق محظورة، فضلا عن قضايا تتعلق بتهريب المخدرات في البواخر بكميات هائلة. وأشار المتحدث إلى أن أهم القضايا التي عالجتها مصلحته في شهر جويلية، تتعلق بتزوير جواز سفر فرنسي بيومتري، حيث أنه وبتاريخ 2 جويلية الجاري، انتاب عناصر المراقبة الشك في سلامة وثائق أحد المسافرين المتجهين إلى مدينة ''أليكانت'' الإسبانية على متن باخرة ''طاسيلي ,''2 إذ لم يتمكن قارئ جواز السفر الإلكتروني من قراءة جواز السفر. وما جلب انتباه أعوان الأمن في هذه القضية هو غياب الرقم التسلسلي المثقوب على الشريط البلاستيكي الملصق في الصفحة الأولى من الجواز البيومتري، وعلى الفور حُول الشخص والوثيقة محل الشك إلى فصيلة الأبحاث، وقد كشف بجهاز ''دوكي بوكس'' (جهاز كشف التزوير) عن طريق أشعة ''تي في إي'' عدم وجود خطوط التأمين، وهنا سقط المعنيّ وأقر بفعلته. حيث صرح أنه اشترى جواز السفر الفرنسي ب50 مليون سنتيم تسلمه من أحد الأشخاص بالعاصمة وأكد له أنه مستخرج من الإدارة الفرنسية. ثاني قضية تحدث عنها رئيس الشرطة القضائية بميناء وهران، تتعلق بتوجيه تهم لعشرات المسافرين تتعلق بانتحال صفة وتزوير الإقامات في دول أوروبا وتحديدا في ألمانيا وإيطاليا، بينما تعلقت آخر قضية بالكشف عن وثائق جواز سفر وإقامة بلجيكية مزورة تفتقد إلى قواعد التأمين، كما تعالج المصلحة حالات طرد جزائريين من الأراضي الإسبانية.