تحافظ بعض أعرق الأسر في منطقتي غرداية والمنيعة، على تقليد توارثته منذ قرون، يقضي بأن تلتقي الأسر المتخاصمة في بيت أحد المعارف أو الأقارب فيما يعرف بحلقة ''الرمانة''، كما أن المئات من الأسر في منطقتي متليلي والمنيعة مازالت تحافظ على تقليد، يقضي بإجراء الخطوبة في العشر الأواخر من شهر رمضان. تقول السيدة صليحة بسار، ذات الستين عاما من المنيعة، إن العائلات كانت تحرص على دعوة الأشخاص المتخاصمين، فيجلس كل طرف في غرفة لفترة مع شيخ زاوية أو إمام، ثم يلتقي الطرفان المتخاصمان على مائدة ''التاي''. وسمّيت الحلقة بالرمانة للتشابه بين فاكهة الرمان التي تنفصل داخلها حبات الرمان في غرف. وطبقا لهذا التقليد، فإن الذي يرفض التصالح يصبح شخصا منبوذا اجتماعيا، ويعزل عن المناسبات العامة، مثل ولائم الزواج وغيرها. وقد تلاشت هذه العادة، حسب السيد شمراط عبد الصمد، إمام مسجد، بسبب تراجع الولاء للقبيلة والعشيرة لدى أغلب الناس، وتراجع قيمة الأسر الكبيرة، وحتى القيم الاجتماعية الأخرى. وفي تقليد قديم آخر، كانت أغلب الأسر في منطقة متليلي تلتزم بإجراء الخطوبة في العشر الأواخر من شهر رمضان، طلبا للبركة وتيمنا بالعشر الأواخر. وحسب السيد بن سالم، كانت النساء المسنات في بيت العريس يقصدن بيت الفتاة، وبعد التأكد من القبول والرضا من الطرفين، تعود السيدات في ليلة القدر أو قبلها بيومين، حاملات هدايا لإجراء الخطوبة بصفة رسمية. ورغم تراجع هذا التقليد، إلا أنه مازال موجودا في عدة مناطق، في متليلي وأدرار والمنيعة، خاصة لدى قبيلة الشعانبة.