كن يقظا وبشوشا ومرحا في رمضان، حتى لا تتأثر كثيرا بالصيام والعطش والجوع، لأن الروح الخفيفة والمرح والنشاط وأداء العمل بإتقان وتركيز عوامل تساعد وتريح المخ، وتسمح للشخص أن ينبسط وينسى ما يشغله وما يتعبه. فكلما ركز الإنسان تفكيره في عمله ليؤديه بصرامة وإتقان، كلما نسي أنه صائم، وارتاح باله، ومرّ الوقت بالنسبة إليه بسرعة. بينما البقاء دون شغل والتفكير دائما في الصوم وانتظار موعد الإفطار على نار، أو الانشغال بالمأكولات، كما يفعل البعض من الذين يقضون معظم أوقاتهم بعيدا عن الشغل أو القراءة ودون أن يقوموا بأي نشاط بل في الفراغ، غالبا في الأسواق والمحلات يتنزهون وكثيرا ما ينفقون أموالا في شراء مختلف أنواع المأكولات، دون حاجة حقيقية لها إطلاقا. هذه التصرفات هي سبب الانزعاج والقلق والإرهاق والتعب واضطراب المزاج، الذي غالبا ما تفقد الشخص أعصابه وهدوءه ليصبح في كثير من الحالات عصبيا إلى حد بعيد وعدوانيا مع أصحابه وأفراد عائلته. وقد يزيد من عدوانية الإنسان نقص النوم الذي يفسد مزاجه. إن شهر رمضان هو شهر العبادة، ويحتاج فيه الإنسان إلى الأكل بقناعة وتفادي الشراهة، والنوم بكفاية، وتفادي الإفراط أو عكس ذلك، ثم قيامه بكل صرامة وجدية بعمله بدل بقائه فريسة للفراغ الذي يزيد من حسرته وقلقه، ويصعب صيامه ويتعبه.