أنصار بن علي اخترقوا السلفيين لإحداث الفوضى قال النائب الإسلامي عن حركة النهضة الحاكمة في تونس، صادق شورو، إن أعداد المتشيعين في تونس في تزايد، ما استفز التيارات السلفية ودفعها للاحتجاج ضد زيارة الأسير اللبناني المحرر من إسرائيل، سمير القنطار (درزي متشيع)، واتهام المركز الثقافي الإيراني بتشجيع التشيع. ومن جهة أخرى اتهم شورو أنصار الرئيس المخلوع باختراق التيارات السلفية وممارسة العنف باسمها لإحداث الفوضى بهدف استعادة السلطة. ما حقيقة الحديث عن انتشار التشيع في تونس والاحتجاجات العنيفة ضد هذه الظاهرة، على غرار ما حدث خلال زيارة سمير القنطار لتونس؟ فعلا يوجد عمل يكاد يكون شبه يومي لنشر المذهب الشيعي في تونس، خاصة في مناطق معينة مثل قابس، وهذا العمل استفز أطرافا أخرى كالسلفيين بمختلف أطيافهم والذين لديهم مواقف حادة من الشيعة وصلت حد استعمال العنف ضدهم. من يقف وراء نشر التشيع في تونس؟ ظاهرة التشيع كانت خافتة قبل الثورة، ولكنها ظهرت على السطح بعد ذلك نظرا للحرية التي سادت البلاد، وأصبحت هناك ندوات ثقافية وإعلامية تشجع على التشيع، ومن غير المستبعد أن يكون للمركز الثقافي الإيراني في تونس دور في نشر التشيع، لأنه لا توجد مؤسسات شيعية، فالتشيع هو نتيجة نشاط خارجي، وحتى المد السلفي هناك أطراف خارجية تحاول نشره في تونس التي أصبحت محطة التقاء أفكار آتية من الخارج خاصة من دول الخليج وإيران. ما هو عدد الشيعة في تونس؟ ليس لدي رقم معين عن عددهم، ولكنه يتكاثر وكأنهم أصبحوا ظاهرة في تونس، فهم ينشطون عبر المنازل وبين الأسر وفي المساجد للتبشير لمذهبهم الشيعي في أوساط التونسيين. لماذا يعمد بعض السلفيين إلى استعمال العنف في التعبير عن أفكارهم رغم اعتماد الحكومة لأحزاب تتبنى أفكارهم؟ بعض السلفيين في الحقيقة ليسوا سلفيين، بل هم من بقايا النظام وقاموا باختراق التيارات السلفية والقيام بأعمال معادية للحكومة، ونحن نعتقد أن التيارات السلفية الحقيقية لا تتبنى العنف، وبن علي يوظف بقايا التجمع الدستوري (الحزب المحل) للعمل في هذا الاتجاه، لأن هؤلاء تضرروا من الثورة ولا يمكنهم العودة إلى الحكم إلا من خلال الفوضى. وهل أصبحت الحكومة عاجزة عن السيطرة على المساجد؟ هناك حالات لسيطرة بعض التيارات على مساجد نظرا لوجود فراغ على مستوى تنظيم الخطب، وهذا لا إشكال فيه، ولكن يقع بعض الاحتكاك بين تيارات مختلفة، وهي حالات لا ترقى لأن تكون ظاهرة عامة. ولكن سكانا في ولاية سيدي بوزيد، مهد الثورة، تظاهروا ضد حكومة الترويكا بسبب عدم تحقيق التنمية المنشودة؟ إنجاز البرامج التنموية يتطلب وقتا وجهدا، وهذا الواقع استغلته بعض الأطراف في التجمع (الحزب المحل) والأحزاب اليسارية التي انهزمت في الانتخابات، والتقى هؤلاء على منهج تأليب الرأي العام على الحكومة.