بحرقة كبيرة وشوق لاحتضان أبنائه، سرد لنا رمضان واتيقي قصته مع عملية اختطاف مدبرة، كانت بطلتها زوجته الفرنسية ذات الأصول الجزائرية، التي اختارت يوم 5 جويلية من 1994 حرمانه من أبنائه الأربعة والاستقرار في فرنسا، بعد زواج دام 20 سنة كاملة. وقال إنه سافر آنذاك في عطلة عائلية، تسببت في بقائه بعيدا عن أبنائه لمدة 15 سنة. بدأت معاناة رمضان عندما طلبت منه زوجته القيام برحلة استجمام إلى فرنسا، لتتحول العطلة إلى نقمة، بعدما رفضت العودة إلى الجزائر، وقامت برمي جواز سفره في محطة القطار بمدينة ليل بعد شجار بينهما حول قرارها العيش بفرنسا، وقامت بعدها بإخفاء الأولاد الذين لم يتمكن والدهم من العثور عليهم إلا بعد شهرين كاملين من وقوع الحادثة، حيث أودع شكوى لدى مصالح الشرطة بالواقعة، والتي تم فتح تحقيق إثرها. أكد رمضان ل''الخبر'' أنه لم يكن يعلم أن رحلته العائلية للاستجمام ستتحول إلى عملية اختطاف، نفذها أعز الأشخاص إليه، وأكد أن مساعيه بين أروقة العدالة الفرنسية وكذا الجزائرية، لم تفلح في استعادة أبنائه، خاصة بعد أن أصدر القضاء الفرنسي حكما يقضي بعدم السماح له برؤية أبنائه أو مرافقتهم له إلى الجزائر، بحجة أن له نزعة إسلامية، قد تؤثر على تنشئة الأطفال. وقال إن الاتهام الوحيد الذي وجهته له زوجته خلال المحاكمة، كان إلصاق صفة ''إسلامي'' به، وتساءل إذا كان الانتماء الديني جريمة ارتكبها في حق أبنائه! وأضاف أنه اختار في ذات السنة استعادة زوجته وأولاده، فقام برفع دعوى قضائية، طالبها فيها بالرجوع إلى بيت الطاعة، مؤكدا أن حكم المحكمة جاء لصالحه، إلا أن هيئات التنفيذ لم تحرص على تطبيقه. وأوضح بأن الجهات المعنية بوزارة العدل، أكدت له وجود اتفاقية موقعة بين الدولتين، ستضمن له استعادة أبنائه. واتهم محدثنا وزارة العدل الفرنسية بالإهمال وعدم متابعتها جديا لقضيته، بعد رفض دعوى رفعها في محكمة باريس. واستنكر رمضان تهميش العدالة الفرنسية التي أغلقت كل الأبواب في وجهه، مشيرا إلى أنه قام في العديد من المرات بمراسلة وزارة العدل والحكومة الفرنسية، إلا أنه لم يتلق أي جواب لقضيته التي لا تزال عالقة إلى يومنا هذا. وأفاد المعني بأنه قام بطرح قضيته على منظمات حقوقية والعديد من الجمعيات ووسائل الإعلام الفرنسية، ودعا المنظمات الحقوقية ببلادنا إلى مساعدته على استرجاع حقوقه المغتصبة. وطالب رمضان السلطات الفرنسية بالاعتذار عن حرمانه من أبنائه لمدة 15 سنة كاملة وتمكينه من استعادة ابنته الصغرى لتعويض ما فاته، فأبناؤه الثلاثة الآخرون أسسوا عائلات في فرنسا حاليا، ويقومون بزيارته من وقت لآخر، وأكد أنه سيواصل مسعاه لاستعادة حقه، حيث سيسافر في 12 سبتمبر المقبل ليرفع دعوى قضائية جديدة لإنصافه.