نبهت منظمة الأممالمتحدة للتغذية والزراعة ''الفاو'' إلى التراجع المحسوس المرتقب هذه السنة في محصول الحبوب وخاصة القمح والذرة، ما يعني ارتفاعا معتبرا للأسعار في الأسواق الدولية، ويبقى المتضرر الأكبر من موجة الارتفاع للمواد الغذائية هي البلدان النامية والفقيرة. وأشارت المنظمة في آخر تقرير لها أن إنتاج الحبوب سيتراجع هذه السنة بأكثر من 2 بالمائة مقارنة ب2011، حيث يقدر في حدود 2295 مليون طن، معيدا النظر مجددا في تقديراتها التي أشارت سابقا إلى انكماش الإنتاج ب4 بالمائة. وقدر الطلب العالمي على الحبوب ب2317 مليون طن، مع تسجيل زيادة محسوسة في الأسعار، فضلا عن ذلك عرف إنتاج الذرة بدوره، حسب الهيئة الدولية، انخفاضا، ليبلغ 864 مليون طن، متراجعا ب20 مليون طن عن المحصول السابق، وتأثرت المحاصيل بالجفاف الذي اجتاح الولاياتالمتحدة وهي الأسوأ منذ 60 سنة، حسب الخبراء. في نفس السياق، كشفت منظمة ''الفاو'' عن تراجع في إنتاج القمح إلى 663 مليون طن بانخفاض نسبته 2 بالمائة أو ما يعادل 15 مليون طن، رغم التحسن الطفيف للإنتاج الأمريكي والمحاصيل الصينية والهندية الجيدة، وتأثر الإنتاج بانخفاض حاد للمحاصيل الروسية إلى حدود 40 مليون طن، أي بتراجع نسبته 29 بالمائة مقارنة ب2011 وانخفاض مماثل للإنتاج في كازاخستان وأوكرانيا بنسبة 47 و37 بالمائة على التوالي، علما أن الجزائر تتمون من هذه البلدان إضافة إلى فرنسا وألمانيا والولاياتالمتحدة وكندا والأرجنتين. وحذرت المنظمة الدولية من تبعات هذا التراجع على العرض، وبالتالي على الأسعار، ما سيؤثر سلبا على الدول النامية منها الجزائر ومصر اللتان تعتبران من أهم البلدان العربية استيرادا للحبوب. إذ تقوم هاتان الدولتان باستيراد أكثر من 12 مليون طن من الحبوب سنويا كمعدل. كما تستورد بلدان أخرى عربية مثل المغرب والأردن كميات من الحبوب، فيما تقوم بلدان مثل سوريا والعراق بتصدير كميات من الحبوب بصورة منتظمة. وقامت الجزائر هذه السنة بتخفيض في وارداتها من الحبوب بصورة محسوسة، بعد تسجيل ارتفاع من الإنتاج سواء بالنسبة للقمح أو الشعير، إلا أن ارتفاع الأسعار سيؤثر على الفاتورة مجددا.